قضى أفراد أسرتين مغربيتين تقيمان بفرنسا، ساعات عصيبة نهاية الشهر الماضي، بعد أن وجدوا أنفسهم ضحية سرقة بواضحة النهار، في إحدى محطات الاستراحة بالتراب الإسباني التي توقفوا بها لأخذ قسط من الراحة. وفوجئت أسرة كل من محمد أوربع القاطن بمدينة Ourillac، وأسرة الحاج رفيق القاطنة بمدينة Brive، بعد عودتهما إلى سيارتيهما، بإحدى الاستراحات القريبة من العاصمة الإسبانية ( 100 كلم جنوبمدريد)، باختفاء حلي ونقود بقيمة 140 ألف درهم بالنسبة للأسرة الأولى، وفقدان نقود بقيمة 100 ألف درهم فضلا عن وثائق السفر. وذكرت مصادر قريبة من الأسرتين، أن هاتين الأخيرتين اضطرتا إلى العودة إلى فرنسا، لجلب المزيد من الأموال التي سيحتاجون إليها في سفرهم، ومحاولة إنجاز جوازات سفر جديدة للعودة إلى المغرب لقضاء ما تبقى من العطلة، وهو ما لم يتحقق بالنسبة للمهاجر رفيق، الذي لم تسعفه المساعي التي بذلت لدى مصالح القنصلية المغربية بمدينة بوردو، في الحصول على جواز سفره. وأوضحت ذات المصادر أن المهاجر رفيق الذي كان يرغب في العودة إلى المغرب، ووجه بضرورة إنجاز الجواز «البيومتري» في المغرب، مبدية استغرابها من المسطرة المتبعة في الحصول على مثل هذه الوثيقة بالنسبة لمهاجرين مغاربة وجدوا أنفسهم في وضعية لا يحسدون عليها بعد أن فقدوا أموالهم ووثائقهم»، داعية إلى إيجاد حل لهذه المشكلة التي يعاني وسيعاني منها مئات مغاربة العالم. وتحول موسم عبور مغاربة العالم خاصة القادمين من دول غرب أوروبا، خلال السنوات الماضية، إلى فرصة ذهبية لعدد من قطاع الطرق والعصابات بإسبانيا، بفعل حالة العياء التي يكون عليها عدد منهم جراء ساعات طويلة من قيادة سياراتهم، ولجوئهم إلى أخذ استراحة في أماكن معزولة تجعلهم صيدا سهلا لتلك العصابات، فضلا عن اختيارهم أوقاتا للسفر تعرف تواجدا أمنيا ضعيفا خاصة في الليل. وتعمد العصابات، التي يوجد من بين أعضائها مغاربة ورومانيون وجزائريون وإسبان، إلى الاستعانة بالأسلحة النارية والأسلحة البيضاء من أجل شل حركة المهاجرين المغاربة قبل سلبهم ممتلكاتهم. كما تلجأ إلى عدد من الحيل للإيقاع بالمهاجرين، منها نصب حواجز وهمية على الطرق، بعد أن يرتدي أفرادها زي الحرس المدني الإسباني، قبل إشهار الأسلحة النارية في وجه السائق، أو ملاحقته بالدارجات النارية وإيهامه بأن العجلة فرغت من الهواء، ثم تهديده بالسلاح الأبيض بعد توقفه. وفيما دعت المصادر التي تحدثت إلى «المساء» إلى تدخل السلطات المغربية لدى السلطات الإسبانية للعمل على تأمين رحلة عودة الجالية المغربية إلى أرض الوطن، اعتبر محمد عامر، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن السنة الماضية عرفت انخفاضا في عدد حوادث السرقة والاعتداء التي يتعرض لها المهاجرون المغاربة في طريق عودتهم إلى أرض الوطن، مقارنة بالسنوات المنصرمة، مشيرا إلى أنه بالرغم من المجهودات التي تبذلها السلطات الإسبانية في هذا المجال إلا أن تلك الاعتداءات والسرقة ما زالت مستمرة. وأوضح عامر في اتصال مع «المساء» أنه تم الوقوف خلال اجتماع للجنة المشتركة عقد قبل انطلاق عملية العبور «مرحبا 2010» على المجهودات المبذولة من قبل مدريد سواء على مستوى الإمكانات الأمنية التي تتم تعبئتها أو على مستوى ضمان مرور عملية العبور في أحسن الظروف، لافتا إلى أنه تم الاتفاق خلال اجتماع اللجنة المشتركة على أن يبذل الجانب الإسباني مجهودا مضاعفا لتأمين المهاجرين المغاربة عند عبورهم للتراب الإسباني.