حذر نزار البركة، نائب رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط في أفريقيا الشعوب العربية والغربية مما أسماها «التيارات الشعبوية» و«التنظيمات المتطرفة»، داعيا خلال الندوة الصحافية، التي نظمت صباح أول أمس السبت على هامش اجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط المشاركين في الملتقى، إلى مواجهة هذه التيارات مقابل العمل على زرع الوسطية والاعتدال. في المقابل علمت «المساء» من مصادر تنتمي إلى حزب «الاستقلال»، الذي احتضن هذا اللقاء الدولي بمدينة مراكش، أن حزب «الميزان» دافع بقوة من أجل انضمام حزب «الكتائب» اللبناني الذي يرأسه الزعيم اللبناني أمين جميل للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط. وقد تم قبول انضمام أحزاب تنتمي إلى الجمهورية الموريتانية والموزمبيق. وقد صادق المشاركون في اجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط على توصية تقدم بها حزب «الاستقلال» حول الاندماج الإقليمي لبلدان المغرب العربي. وتدعو التوصية «الأطراف المعنية بقضية الصحراء إلى مواصلة مسلسل الحوار نحو مفاوضات أكثر عمقا، والتحلي بالواقعية وروح التوافق، وإظهار مزيد من الإرادة السياسية من أجل إحراز تقدم صوب التسوية السياسية». وعبرت التوصية عن دعمها لمسار المفاوضات بين الأطراف برعاية الأمين العام للأمم المتحدة، ومبعوثه الشخصي، «في سبيل التوصل إلى تسوية سلمية لهذا النزاع الإقليمي». وأهابت الوثيقة بدول المغرب العربي إلى الانخراط في منطق الاندماج الاقتصادي، الذي يقوم على حرية تنقل البضائع والأشخاص وفتح الحدود. من جهته، أكد عباس الفاسي، الأمين العام لحزب «الاستقلال» خلال حفل عشاء أقيم يوم الجمعة الماضي على شرف المشاركين في اجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، أن حزبه والأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط يتقاسمان عددا من القيم الإنسانية العليا المرتبطة بالخصوص بالديمقراطية والتسامح والحريات الفردية والجماعية وحقوق الإنسان. وذكر عباس الفاسي أن حزبه أولى اهتماما كبيرا بالدفاع عن مبادئ المساواة بين المرأة والرجل ومحاربة الإرهاب والعنف. وأضاف الفاسي أن حزب «الاستقلال» كان من بين الجمعيات الأولى بالمغرب وبالمغرب العربي والعالم العربي الذي دافع عن حقوق الإنسان بقوة وبقناعة. وقال عباس الفاسي، في كلمة ألقاها نزار البركة نيابة عنه، إن تداعيات الأزمة الاقتصادية واتساع الهوة التنموية بين الشمال والجنوب وتنامي مخاطر التقلبات المناخية على توفير الأمن الغذائي والحفاظ على الإرث البيئي للإنسانية يمكن أن تذكي «بؤر التوتر والعنف، وتنشر أجواء سوء الفهم وعدم الثقة والتباعد بين أمم وشعوب العالم». وأشار البركة إلى أن النموذج الاقتصادي والاجتماعي، الذي انتهجه المغرب، جعل البلد «يصمد أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، والحفاظ على ديناميته، نتيجة التدابير الاستباقية والفورية التي تم اتخاذها»، والتي همت «حماية القدرة الشرائية ومضاعفة حجم الاستثمارات العمومية، ودعم القطاعات المتضررة، والحفاظ على الشغل داخل المقاولة، وتحسين إنتاجيتها».