طالب منتدى الكرامة لحقوق الإنسان باستكمال حل ملف ما يسمى «السلفية الجهادية» وما تبقى من معتقلي ملف بليرج، عبر تفعيل آلية العفو الملكي وتنفيذ اتفاق 25 مارس، الذي كان المنتدى شريكا فيه، والذي يقضي بالإفراج عن بعض المعتقلين. وأكد مصطفى الرميد، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن هذا الملف سيظل من أولويات الهيأة التي يرأسها، حتى يجد الحل الطبيعي عبر المقاربة التصالحية. وقال الرميد، في ندوة صحافية نظمها المنتدى أول أمس في الرباط، «إن الدولة لا تريد أن تذهب في اتجاه هذه المقاربة، ولا ندري لماذا؟»، موضحا أنه يجب أن يتم الإفراج عن الذين لا علاقة لهم بالعنف وعن التائبين من جرائمهم، بعد منحهم الوقت الكافي لتغيير أفكارهم والتأكد من نواياهم، أما المصرون على أفعالهم فلا دخل لنا فيهم». وأشار رئيس منتدى الكرامة إلى أن أحداث 16 و17 ماي من السنة الجارية، التي عرفها سجن سلا، كانت بمثابة خطوة إلى الوراء ونكبة للسجناء، خاصة معتقلي «السلفية الجهادية» ومعتقلي «بليرج»، الذين تعرَّضوا لعقاب وانتقام جماعيين في مختلف السجون، حيث يعانون من مشاكل عديدة. وأجمع مختلف المتدخلين من المحامين الذين زاروا المعتقلين على أن أوضاع هؤلاء «مأساوية» وعلى أنهم ما زالوا يتعرضون للعقاب، رغم مضي 45 يوما، وهي المدة التي حدّدتْها الإدارة كعقوبة لهم. ووصف أحد المحامين زار المعتقلين هؤلاء ب«الأشباح» الذين تنبعث منهم روائح كريهة، لحرمانهم من الاستحمام، إضافة إلى تعرضهم للتعذيب والمعاملة الحاطة بالكرامة والمهينة وللتحرش الجنسي وحرمانهم من التطبيب والأدوية والزيارة. ونقل عن نور الدين انفيعا، أحد المعتقلين، الذي جيء به من سجن القنيطرة بهدف التوسط لحل الأزمة بين الإدارة والمعتقلين، أن هناك جهة ما كانت وراء أحداث سجن سلا وأن مطلبه الوحيد حاليا هو «مصحف وساعة». وقدمت عائلات المعتقلين، خلال الندوة، شهادات عن أوضاعهم، إذ أكدت حسناء مساعد، باسم تنسيقية الحقيقة للمعتقلين الإسلاميين، أن الذي يعاقَب حاليا ليسوا المعتقلين لوحدهم، بل أطفالهم وزوجاتهم، موضحة أن حارس السجن رفض أن تسلّم طفلة عمرها ثلاث سنوات مباشرة على والدها.. ودعت مساعد إلى تنفيذ اتفاق 25 مارس، القاضي بإطلاق سراح ذويهم، مشيرة إلى أن الأحداث التي عرفها السجن ليست مبررا لكي تتم العودة بالملف إلى الصفر. ومن جهتها، أكدت والدة محمد حاجي، أن القنصل الألماني في المغرب هو من تدخل لمعرفة مصير ابنها، لكون زوجته تحمل الجنسية الألمانية، موضحة أنها عندما زارت ابنها عاينت عليه آثار التعذيب وأنه بدا في حالة صحية متدهورة، حيث نقص وزنه. يذكر أن سجن سلا، المعروف ب«الزاكي»، عرف أحداث عنف، حيث اتهمت الإدارة معتقلي «السلفية الجهادية» باحتجاز عدد من الموظفين ومهاجمة الحراس الذين أصيب عدد منهم، كما أن السجناء استعملوا قضبانا حديدية وحجارة اقتلعوها من حائط في السجن لمهاجمة الحراس، حسب ما أكدته المندوبية العامة لإدارة السجون، وهو ما أدى إلى اتخاذ عقوبة في حقهم قضت بنقلهم إلى سجون أخرى وحرمانهم من الزيارة حوالي 45 يوما.