حضرت اتهامات موجهة إلى جهات خارجية بمحاولة استهداف حزب العدالة والتنمية وحكومته بقوة في الكلمة المرتجلة التي ألقاها أول أمس الأمين العام ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران خلال افتتاح أشغال المجلس الوطني لحزبه. وأكد بنكيران مخاطبا أعضاء المجلس بأن حكومته لا زالت مستمرة في حصد النجاحات «خلافا لكل التوقعات المتشائمة والماكرة والمناورة من الداخل والخارج». كما دعا إلى عدم الاهتمام بما وصفه ب«التهديدات الداخلية والخارجية والمشتركة»، معتبرا أن هذه التهديدات مفهومة بحكم أنها صادرة عن «مفسدين». وقال إن «هؤلاء لا يريدون الإصلاح لهذا البلد، وهم أعداؤه الحقيقيون الذين يتآمرون عليه، ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية والتحكم في السلطة، سواء في الداخل أو الخارج». بنكيران الذي انتفض في وقت سابق بشكل قوي ضد تصريحات مسؤول إماراتي توقع فيها سقوط حكومته قريبا، قال فيما يشبه ردا صريحا على ذلك بأن «ما يناهز 70 بالمائة من المغاربة راضون عن العمل الحكومي». ووجه خطابا صريحا لخصومه في الداخل والخارج بالقول: «هؤلاء يجب أن يعرفوا أن هذه الدولة العلوية الشريفة لا ترضى أن يتدخل في شؤونها أحد، وفيها حزب مستعد ليموت أفراده واحدا واحدا، ولكنه لن يتراجع عن درب الإصلاح». وشكلت سيرة الراحل باها منطلق جميع فقرات خطاب بنكيران، الذي عوض به تلاوة التقرير السياسي، حيث أكد على ضرورة أن تكون وفاة باها بالنسبة للحزب وله شخصيا وقفة مفصلية للتأمل بشكل صادق مع الذات، قبل أن يدعو أعضاء حزبه إلى التوبة، إذ قال: «نحتاج إلى التوبة من أمور وقعت في صفوفنا من هذا أو ذاك». وبدا بنكيران منتشيا بنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، التي وضعته في المقدمة مع فارق كبير، وقال في رسالة موجهة إلى المعارضة وخصومه: «استطلاعات الرأي تعطينا نسبة رضا تصل إلى 70 في المائة»، و«نحن نقود الحكومة منذ ثلاث سنوات ونحافظ على أكبر مجموعة برلمانية، ونعقد اجتماعاتنا، ومؤسساتنا تسير بشكل طبيعي باستثناء أشياء بسيطة على مستوى الكتابات المحلية والجهوية يتم حلها». وجدد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية التأكيد على أن حزبه جاء لإصلاح المجتمع «لا التغلب عليه أو أسلمته أو تطبيق أفكار مسبقة أو التحكم فيه أو ضبطه أو ممارسة الديكتاتورية عليه»، وقال: «نحن جزء من المغرب بمسلميه وغير مسلميه». وأضاف بنكيران: «ننتمي إلى الحركة الإسلامية كمدرسة ونشأنا فيها، لكن لنا اجتهادا خاصا نشأ بمفرده بدون شيخ ولا وصاية، وبدون أي علاقة مع الداخل أو الخارج». وأوضح أن «المرجعية الإسلامية لا تعطينا أفضلية على باقي المغاربة».