- هل لا زالت مباراة الوداد والترجي قبل عشر سنوات حاضرة في ذهنك؟ < بالتأكيد كانت مباراة تاريخية بكل المقاييس، لعبنا بالروح رغم أن هزيمتنا في مباراة الذهاب بأربعة أهداف لواحد، جعلتنا خارج الحساب، في مباراة الترجي تمكنا من الفوز بهدفين لصفر سجلت هدفا وسجل زميلي بنشريفة هدفا، وكنا بقليل من الحظ سنتدارك خسارة الذهاب. - لماذا انهزم الوداد في تونس برباعية؟ < كان الترجي في تلك الفترة في أوج عطاءاته، والوداد انتقل إلى العاصمة التونسية بنقص عددي، خاصة على مستوى حراسة المرمى بعد أن غاب الحارس الجزائري بنعبد الله، وأسند المدرب مارسيل هوسن المسؤولية للحارس الشاب مصطفى وجيد الذي كان في بداية مشواره، انهزمنا في ملعب المنزه بسبب أخطاء دفاعية جماعية، وكان الخصم في قمة مستواه لأنه واجهنا بفريق يضم في تشكيلته 10 لاعبين دوليين، علما أنني التحقت متأخرا بزملائي في تونس بحكم التزامي بمعسكر مع المنتخب المغربي وكنت في حالة عياء. - هل كنت تؤمن بأن تذويب الفارق الكبير أمر وارد في الدار البيضاء؟ < بالتأكيد، لأن الوداد كان يضم لاعبين من العيار الثقيل، أذكر أنني قدمت مباراة كبيرة وتمكنت من قيادة الفريق بشكل جيد ولولا سوء الطالع لتأهلنا إلى الدور الموالي، لاعبو الوداد قدموا مباراة كبيرة وأعتقد أن اللاعب الكبير هو الذي يكون كبيرا فعلا في النزالات القوية وليس فقط في المباريات العادية. - في تلك المباراة حدثت بعض المشاكل مع الحارس شكري الواعر؟ < شكري الواعر شعر بالإهانة لأنه فوجئ بالمستوى الكبير والحقيقي للوداد، كان يعتقد أن الرباعية التي فاز بها الترجي في المنزه ستتكرر، لكنه انبهر بمستوانا مما جعله يدخل في دوامة من القلق، نتجت عنها نرفزة زائدة جعلته يتصدى بشكل خشن للاعب بنشريفة أدخلت هذا الأخير في إغماءة، ولحد الآن لازالت أتذكر الصراعات التي تمت بيننا وصلت إلى حد تبادل السب والشتم داخل الميدان، وفي نهاية المباراة حاول الاعتداء علي رفقة بعض اللاعبين التونسيين لكن اللاعب السينغالي في صفوف الوداد آنذاك ويدعى عبد الله مباي وقف إلى جانبي وساندني ضد التونسيين. - ماذا تذكر من تلك المباراة؟ < لا أذكر إلا تلك المراوغة العجيبة التي ذهب ضحيتها مدافع الترجي الكبير بدرة، لقد ظل التلفزيون المغربي والقنوات التلفزية تنقلها بكثير من التعجب والإبهار. قيل إنك كنت تتناول منشطا جعلك تقدم أداء خارقا للعادة في تلك المباراة؟ في تلك الفترة لم يكن المكتب المسير يوفر لنا الرواتب الشهرية، فمن أين لي بالمال لشراء منشطات، في تلك الفترة كان اللاعبون يضحون ويسجلون ديونهم في دفتر «كريدي»، وكان الشهر الواحد يختلف عن بقية الشهور العادية لأنه يتضمن 90 يوما، لاعب يعاني الخصاص كيف له أن يقتني منشطات؟. - تابعت مباراة الذهاب، لماذا خسر الوداد المعركة الأولى؟ < بادو الزاكي مدرب كبير لكنه أخطأ في مباراة الذهاب حين أشرك لاعبين يفتقدان للتجربة، فالظهير الأيمن الوالي العلمي كان دون المستوى، ولا يستحق حمل قميص الوداد، أيضا اللاعب سكوما كان على المدرب ألا يشركه إلا في اللحظات الأخيرة لأنه بدون خبرة، علما أن بديله جويعة كان ميالا للهجوم مما ترك فراغات في خط الوسط، ولحسن الحظ انهزمنا بهدف واحد لصفر. - ما هي حظوظ الوداد في مباراة الإياب غدا؟ < الفرق الكبرى يجب أن تكون كبيرة في النهايات لأن التاريخ يحتفظ بالألقاب فقط والباقي يرميه للنسيان، على الوداد أن يخوض المباراة في رادس وكأنه يلعب في مركب محمد الخامس، وأن يمارس الهجوم منذ الوهلة الأولى ليربك حسابات الترجي الذي خسر مرارا على أرضه فالمستحيل كما يقال ليس وداديا.