قدم الرسام العالمي كلاوديو برافو إلى المغرب سنة 1972، واستقر في البداية بمدينة طنجة قبل ينتقل سنة 2006 إلى مدينة تارودانت، التي أسرته لدرجة أنه قضى باقي أيامه إلى أن وافته المنية بين أحضان أهلها الذين عشقهم ولم يبخل عليهم من ماله. اختار الرسام العالمي، الإسباني الجنسية والشيلي الأصل، الاستقرار في مدينة تارودانت بقصر «أكو يدير»، الذي كان يتميز بموقعه الساحر لكونه يطل على مشارف الجماعة القروية «تمالوكت»، حيث كان يشبه في ملامحه الهندسية معلمتي الكتبية والمنارة بمدينة مراكش. حول الرسام كلاوديو برافو بيته إلى معرض مفتوح لرسوماته التي كان يستوحيها من التراث المحلي للمدينة وعادات أهلها وتقاليدهم المغربية وحتى معيشهم اليومي. والشيء الذي يميز حكاية كلاوديو عن غيره من الأجانب أن حبه لمدينة تارودانت لم يقتصر فقط على حضورها في لوحاته، بل تعداها إلى أعمال مازالت شاهدة على استقراره ذات يوم في تلك المدينة، حيث ساهم في بناء مشاريع اجتماعية، من قبيل تشييده إعدادية «تمالوكت»، التي صنفت كأحسن مؤسسة تعليمية في الإقليم بفضل توفرها على أحسن وأحدث التجهيزات. كما قام كلاوديو بتشجيع تلامذتها على الدراسة بأن اقتنى لهم دراجات هوائية تمكنهم من التنقل بدون مشقة إلى الإعدادية، وكذا مساعدتهم على اقتناء الكتب المدرسية. ولم يقف عمل كلاوديو عند هذا الحد في تنمية مدينة أحبها وعشقها، بل خصص ما قيمته مليار سنتيم بهدف توسعة المستشفى الإقليمي للمدينة.