استعان معطلو تاونات ونواحيها بإطارات جمعوية وأحزاب سياسية محسوبة على صف ما يعرف باليسار الراديكالي لحشد الدعم لقضيتهم بعدما تعرضوا، في الآونة، الأخيرة لتدخلات أمنية وصفوها بالعنيفة، اضطرتهم إلى نقل عضوين منهم إلى المستشفى الجامعي بفاس لتلقي العلاجات. وأقامت هذه الإطارات الداعمة لاحتجاجات المعطلين تجمعا جماهيريا في نقابة بن الصديق يوم الأحد الماضي، اختتم بتوقيع بيان مشترك وصف التدخلات في حق المعطلين بالتجاوزات الخطيرة، وهددت بخوض أشكال «نضالية» دفاعا عما سمته بحقوق المواطنة والكرامة. وجاء هذا التجمع بعد مضي ثلاثة أيام على تدخل أمني ضد معطلي المنطقة أسفر عن إصابة ما يقرب من 10 نشطاء في صفوف تنسيقيتهم بإصابات متفاوتة الخطورة أمام مقر عمالة تاونات. واضطر هؤلاء المعطلون، الذين يخوضون «معركة مفتوحة» للتشغيل منذ حوالي سنتين، إلى نقل إحدى رفيقاتهم إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس بعدما تعرضت لضربة قوية يشك في أنها صادرة عن هراوة رجال القوات المساعدة. وقال أحدهم إن المعطلة رحمة حميوي تعرضت، بسبب هذه الضربة الموجعة، لكسر في عظام الكتف. كما أشرف هؤلاء المعطلون على نقل جواد لعروسي في اتجاه نفس المستشفى الجامعي بفاس بعدما تعرض لإصابة وصفت بالبليغة في الأذن و الرأس والعمود الفقري. وتفاوتت الأماكن التي تلقى فيها الآخرون الضربات. فمنهم من أصيب في الأنف، ومنهم من تعرض لإصابة في الكتف والرجل والظهر والعمود الفقري والعين ورضوض في الوجه. واتهمت سكرتارية تنسيق فروع المعطلين بالإقليم الوقاية المدنية بالتواطؤ مع توجيهات السلطة عندما اكتفت بنقل 3 من الضحايا، في حين رفضت نقل 7 مصابين آخرين لتلقي العلاجات الضرورية. واضطر المعطلون إلى نقل هؤلاء عبر سيارات الأجرة. كما اتهمت السكرتارية، أيضا، مدير المستشفى الإقليمي برفض منح الشواهد الطبية للمصابين، خوفا من تداعيات رفع دعاوى قضائية ضد السلطات التي أمرت بالتدخل. وبدأ هؤلاء المعطلون في الإقليم ونواحيه آخر معركة يخوضونها منذ 28 دجنبر الماضي. لكن محاولاتهم لجلب الأنظار صبيحة يوم الأربعاء قوبلت بتدخل أمني قالوا إن كلا من رجال الأمن والقوات المساعدة و«الشيوخ» و»المقدمين» و«المخازنية» شاركوا فيه. ولم يكتف أفراد مختلف الفرق الأمنية بتشتيت شمل المعطلين أمام مقر العمالة، إذ أورد التقرير أن أفراد الأمن اقتحموا عددا من مقرات الجمعيات والنقابات بحثا عنهم. ومن ضمنها مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل. وتعد هذه هي المرة الثانية التي يحصي فيها معطلو الإقليم وضواحيه ضحاياهم في ظرف أقل من أسبوع، نتيجة تدخلات أمنية عنيفة. فقد تحدث بيان لتنسيقية حاملي الشهادات المعطلين عن «سقوط» 5 ضحايا في صفوفهم يوم السبت الماضي ظلوا ما يقرب من ثلاث ساعات «مطروحين أرضا» في غياب تدخل سيارة إسعاف. وقالوا إن منطقتهم التي تعاني مما سموه بالتهميش والإقصاء تعاني غليانا شعبيا بسبب الأوضاع الاجتماعية، في وقت يستفيد فيه أشخاص مقربون من السلطة من امتيازات، ضمنها رخص تتعلق باستخلاص فواتير الكهرباء والتعبئة، يضيف البيان.