البريزيدون ولونطرينور أخيرا، صار لفريق الرجاء البيضاوي كباقي أندية كرة القدم مدرب ديال بصح.. فبعد إشاعة إلتحاق جمال فتحي بالفريق الأخضر، صار الرجاويون يشككون في كل خبر يعلن عن تعاقد فريقهم مع مدرب بمواصفات دولية، لذلك لم يطمئنوا إلا بعدما رأوا المدرب برتران مارشان يوقع عقده حقيقة مع السيد رئيس الفريق عبد السلام حنات، لكن هل هذا يكفي ليبعث رسائل إطمئنان إلى الثوار المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس؟ بالتأكيد لا.. لأن عدم تجديد الثقة في المدرب محمد فاخر لم يكن يوما مطلبا من مطالب الثوار، ولأن طرد المدرب بلاتشي لم يكن مطلب المتظاهرين، ولأن إبعاد المدرب جمال فتحي لم يكن مطلب الغاضبين، ولأن تعويض جريندو بالمدرب مارشان لم يكن أبدا مطلب الجماهير الخضراء.. لقد كان وما زال للثوار وللمتظاهرين وللغاضبين وللجماهير الخضراء مطلب واحد لا غير، وهو رحيل الرئيس.. يا لجنون الحكم، الشعب يطالب برحيل الرئيس، والرئيس يرد عليهم بترحيل المدربين.. واش زعما حنات ما كيفهمش؟ واش أوزال ما كيفهمش؟ لماذا يكون المدربون دائما هم الحائط القصير الذي يقفز عليه كل الرؤساء؟ خلينا من الراجا دابا.. واش ما شفتيش الرئيس أبو خديجة والمدرب العامري كيفاش ضّاربوا؟ إيه شفتهم، شفت العامري ملي بقى كيسوّل أبو خديجة: «انت بريزيدون انت؟» الحمد لله، العامري بقى كيعاود غير في السؤال وما قالش ليه الجواب. هادي هي عقلية الإحتراف وإلا فلا. ألم يكن منظرا مخزيا ذاك الذي صنعه أمام كاميرات التلفزيون رجلان من رجالات الكرة المغربية؟ ألم يكن مشهدا مثيرا للشفقة وللإشمئزاز وللإستياء ذاك الذي كان بطلاه رئيس النادي المكناسي المحترم ومدرب المغرب التطواني المحترم أيضا؟ لقد ضبطت الكاميرا المدرب العامري يكشكش على أبو خديجة وهو يسأله: «انت بريزيدون انت؟ انت بريزيدون انت؟».. قد يبدو هذا السؤال سؤالا بريئا جدا، لكن من يعرف أن صيغة السؤال منقولة من هتافات جماهير المدرجات، ويعرف صيغة الجواب القاسية التي تلى ذلك سيدرك أن هذا السؤال غير بريء تماما.. وقبل ذلك ضبطت ذات الكاميرا الرئيس أبو خديجة يكشكش أيضا ثم يعتدي على المدرب العامري، إذ ضربه مثلما تضرب إمرأة جارتها بعدما تهجمت عليها في بيتها.. فالمدرب كان على أرضية الملعب، وهذا بيته، فماذا يفعل أبو خديجة هناك؟ من أعطاه الحق لينزل إلى الملعب أصلا؟ لقد فسر المتعاطفون مع الرئيس غضبته بأنها ردة فعل طبيعية للدفاع عن شرف الجماهير المكناسية، تلك الجماهير التي تهجم عليها العامري وهو يرد على تهجمهم عليه بألفاظ نابية، لكن من أعطى للرئيس حق التدخل السريع للثأر من مدرب أساء للجماهير؟ أنا بان ليا أبو خديجة مشى فيها، حيت الودادية ديال المدربين ما غاداش تسكت. لا، لا. ما نظنش توقع شي حاجة.. صافي هاد الملف غادي يتطوا دغيا. كيفاش؟ هي انت ما كتعرفش ماندوزا؟ انت واقيلا اللي ما كتعرفش أبو خديجة. نافذة الحمد لله، العامري بقى في السؤال وما قالش الجواب.