بدأ حجاج بيت الله الحرام، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، الثامن من شهر ذي الحجة 1439 ه، في التوافد على مشعر منى لقضاء يوم التروية، في أولى مناسك الحج، وذلك استعدادا للوقوف غدا في مشعر عرفات لأداء ركن الحج الأعظم. وتوجه حوالي مليوني حاج من أزيد من 80 دولة، إلى وادي منى، الذي يبعد بضعة كيلومترات شرقا من مكةالمكرمة، في أجواء إيمانية تلهج فيها ألسنة الحجاج بالتلبية والتسبيح والتكبير، تقربا إلى الله تعالى، واقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. ولتسهيل انسيابية المرور، أوضحت قيادة أمن الحج أن خطة التصعيد إلى منى تركز أيضا على "منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة، التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة". ويقع مشعر منى، الذي تبلغ مساحته بحدوده الشرعية 16,8 كيلو مترا مربعا، ويقع بين مكةالمكرمة، ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا فترة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ووادي محشر من جهة مشعر مزدلفة. ولمشعر منى مكانة دينية، ودلالة رمزية، ففيه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع، وحلق، واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون. وبعد يوم التروية، سيبدأ ضيوف الرحمان بعد شروق شمس، يوم التاسع من ذي الحجة، في التوجه لمشعر عرفات، حيث يتجمع ضيوف الرحمن في مشهد يجسد المعاني السامية للحج في أكبر تجمع سنوي بشري على الإطلاق. وعند غروب الشمس يبدأ الحجاج بالنفير إلى مزدلفة للمبيت فيها، قبل أن يعودوا في ساعات الصباح الأولى من أول أيام عيد الأضحى المبارك العاشر من ذي الحجة إلى منى لرمي الجمرات ثم التوجه إلى أداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة. ويحتضن مشعر منى أغلبية الدوائر الحكومية وجهات الخدمة العاملة على تيسير أداء مناسك الحج، بمساحة تقدر ب 15 في المائة من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، فيما المساحة المتبقية مستخدمة لنصب الخيام، ضمن أكبر المشاريع، التي نفذتها الحكومة السعودية لإيواء الحجاج بمساحة تقدر ب2.5 مليون متر مربع، لاستيعاب 2,6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.