يستضيف رواق الفن المعاصر محمد الدريسي بطنجة من 3 إلى 31 أكتوبر 2025، المعرض الفني الفردي " الغد كان هنا" للفنانة التشكيلية منجية شقرون، التي تنسج في أعمالها المفعمة بالحيوية حوارًا بين الماضي والحاضر والمستقبل. من خلال لوحات تزاوج بين الضوء وزخارف الزليج وتقنيات النسيج والتطريز، وتقدم تجربةً حسيةً وتأمليةً تدعو الزائر إلى الغوص في تخوم الذاكرة والخيال. لوحة تُعاش بقدر ما تُرى تنحت منجية شقرون المادةَ بحساسية نادرة. و تتناغم في لوحاتها الألوان الزاهية مع الخطوط القوية والأنسجة الدقيقة، وتعكس جمالياتٍ هندسيةً مستوحاةً من الحِرَف المغربية كالزليج والسجاد والتطريز. وكل عمل فني هو فضاء تلتقي فيه ذكريات الماضي مع أحلام الحاضر وتطلعات المستقبل في تناغم وتكامل مما يخلق "أركيولوجيا مرئية"، يكشفها العمل وتُبرِزُها الإضاءةُ. والعمل التشكيلي بالنسبة للفنانة هو محاولةٌ لالتقاط اللامرئي عبر شظايا من الذاكرة وومضات من الضوء تخترق الزمن، ومعرض " الغد كان هنا" هو دعوةٌ لتأمل اللوحة ولمس طبقات تشكيلها وليس فقط رؤيتها بشكل عابر. تتعامل منجية شقرون مع القماش بتقنية التطريز، فتبني فضاءَ اللوحة بخطوط رفيعة سوداء توحِّد التركيبة وتعكس شفافية الألوان. وتتسم أعمالها بالبساطةٍ والنقاء، والتكامل بين الحيوية والانسجام، وبين الصرامة الهندسية والانسيابية الشعرية. مما يعطي في المحصلة النهائية أعمالا فنية "تنبض بالحياة"، حيث يسهم كل مكون من مكوناتها ، سواء كان خطا عابرا، أو تدرجا لونيا أو أي تفصيل آخر، في سرد بصري مؤثر وعميق. نبذة عن الفنانة التشكيلية : كرَّست منجية شقرون، ذات التكوين الدراسي العلمي، أزيد من 20 عامًا لشغفها بالعمل التشكيلي خلال إقامتها بالخارج ، وأثناء تواجدها بسوريا، انضمت سنة 1999إلى مجموعة فنية تحت إشراف الرسام عدنان عبد الرحمن، ومنذ ذلك الحين شاركت في عدة معارض داخل المغرب وخارجه. وتستلهم منجية شقرون أعمالها من التراث الثقافي الثري لمسقط رأسها مدينة سلا، ومن الرصيد الثقافي للبلدان التي أقامت بها ، لتقدِّم تركيبات فنية فريدة، باستخدام تقنيات وأنماط متنوعة، مع التمسك دوما بالهدف ذاته، والمتمثل في نقل حالة شعورية، ملؤها أحاسيس ومشاعر متعددة يقوم كل مشاهد ببلورتها وفق رؤيته الخاصة.