بعد أشهر من انسحاب المغرب من قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، تتحدث الصحافة الدولية عن انهيار التحالف، وسط اتجاه اليوم نحو حرب أهلية جديدة. وقالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اليوم الإثنين، إن الصراع الطاحن بين سكان الشمال والجنوب في اليمن، خلال الأيام القليلة الماضية، ينضاف له الصراع داخل التحالف غير المتجانس الذي تم تشكيله منذ البداية للدفاع عن الحكومة اليمنية " الشرعية" المعترف بها دوليا، والتي تتخذ من عدن عاصمة مؤقتة لها. وتعتبر الصحيفة أنه إذا كانت سيطرة الانفصاليين على عدن تعد رمزيه، بحكم وجود الرئيس عبد ربه منصور هادي في المملكة العربية السعودية، إلا أن هذا التطور الميداني الذي تشهده عدن يشكل نقطة تحول في المشهد السياسي اليمني، ويكشف عن تمزق التحالف الذي تقوده السعودية. وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن اليمن بات يواجه الآن خطر "حرب أهلية داخل الحرب الأهلية" التي تعصف به منذ نحو خمسة أعوام، وتسبب في تشريد حوالي 3.3 مليون شخص، في الوقت الذي يحتاج أكثر من ثلثي سكان البلاد للمساعدة. وتأتي هذه التطورات الميدانية على الأراضي اليمنية، بعد أشهر من نقل وكالة أسوشييتد بريس لخبر انسحاب المغرب من قوات التحالف في اليمن، وهو الخبر الذي لم ينفيه المسؤولون المغاربة، فيما اكتفى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة خلال تعليقه لأول مرة عن انسحاب المغرب من قوات التحالف، خلال ندوة جمعته بنظيره الروسي سيرغي لافروف، إن المغرب قرر "تغيير" مشاركته في قوات التحالف، متحدثا عن المآسي الإنسانية التي باتت تعيشها اليوم بعد الحرب.