كشف الدكتور سعيد العباري، الأخصائي في الإنعاش والتخدير بالمستشفى الإقليمي بمدينة تطوان، في حديث لموقع "اليوم 24" عن وضع مختل تعيشه المؤسسة الصحية، لاسيما في قسم الإنعاش، مع شح المعدات وغياب ممرضين متمرسين ومتخصصين في الإنعاش، رغم أن أن هذا القسم يغطي عدة أقاليم من الفنيدق إلى وزان وشفشاون. الدكتور العباري، وهو المتمرس لمدة 17 سنة، في القطاع، كان قد فجر الموضوع، أول مرة في تدوينة على حسابه في فيسبوك، حينما تحدث عن حالة إحدى النساء التي حاول إنقاذها، بعدما كانت ضحية لحادث سير، ونقلت إلى المستشفى المذكور في حالة حرجة، متحدثا عن نقص الموارد البشرية المتخصصة، والمعدات اللازمة للإنعاش. وأكد الطبييبد أن كلمات السيدة الأربعينية وهي أم لطفلين، لم تغادر باله حتى الآن: "كتقولي عتقني أدكتور أنا غادي نموت وغادي يتتمو ولادي صغار"، مبديا تأثره البالغ بوفاتها بين يديه. وشدد الطبيب على أنه لن يسكت على الوضع الذي تعيشه المؤسسة، بما يهدد أرواح المواطنين، مشيرا إلى أن السيدة المذكورة، قد نقلت ظهر السبت 13 يونيو، إلى المستشفى حيث توقف قلبها، ولم يجد الطبيب العباري أدوية الإنعاش مثل الأندرينالين، والأتتروبين، ولا طاقم ممرضين متمرسين لمساعدته في إنعاشها، كما لم يجد معدات لمراقبة الضغط ودقات القلب، ولا تشبع الدم بالأوكسجين، لإنعاش القرب وإعادته للحركة، فضلا عن غياب التنفس الإصطناعي، كما لم يتمكن من الحصول على الكتاب الخاص لطلب الدم وتعويض ما فقدته في نزيف حاد. وقال الطبيب، إنه استمر في محاولة إنقاذها يدويا ب"الماساج كاردياك لمدة طويلة" في محاولات يائسة لإرجاع نبض الحياة لقلبها، الذي يعاني من ندرة الدم، حيث استعاد قلبها دقاته لفترة لكنه عاد للتوقف، رغم أنه أجهد نفسه في محاولة الإنعاش يدويا. وفي حديث مع موقع "اليوم 24′′، أكد الطبيب أنه لم يتسسغ وفاة الأم، وتيتم طفليها بسبب نقص المعدات في المستشفى، ما دفعه لمراسلة مدير المؤسسة باعتباه المسؤول الأول المباشر عن هذا الوضع، لكن هذا الأخير رفض التعاطي مع مراسلته، كما رفضت الإدارة التأشير على المراسلة لإثبات التوصل بها. وأمام هذا الوضع، حاول الطبيب التواصل مع المندوب الإقليمي، لكنه بدوره لم يجب على اتصالاته، بحسب قوله، ليقرر مراسلته إداريا.