قال تقرير أممي صدر حديثا، إن الاتجار في القنب الهندي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لم يتعطل بسبب إغلاق الحدود خلال جائحة COVID-19، مرجحا "فتح شبكات إجرامية لطرق جديدة باستخدام قوافل من الشاحنات عبر جنوب المغرب". وأوضح التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن "معظم القنب الهندي المهرب إلى أوربا، يمر عبر شمال المغرب إلى إسبانيا"، مضيفا، "لكن يمكن أيضا أن يمر عبر موانئ في الجزائر وتونس وليبيا، قبل نقله إلى جنوب شرق أوربا". ولاحظ تقرير المخدرات العالمي 2021، أن البلدان في شمال إفريقيا عرفت زيادة في الاتجار بالمخدرات على طول الطرق البحرية خلال الجائحة، "مما يشير إلى استمرار الاتجاه المتزايد نحو استخدام شمال إفريقيا كمنطقة عبور لتهريب المخدرات البحرية خلال الوباء". وأضاف التقرير، "في المغرب، على سبيل المثال، لوحظت زيادة في كميات القنب الهندي التي تم ضبطها، في عام 2020 مقارنة بعام 2019، وتم ضبط معظمه في حاويات في الموانئ الرئيسية للبلاد"، مشيرا إلى أن "في يناير 2021، تم في كولومبيا والبرازيل، ضبط شحنتين رئيسيتين من الكوكايين متجهتين إلى المغرب، تبلغ قيمتهما 1539 كغ و460 كغ على التوالي". ويرى التقرير، أنه "خلال السنوات ال24 الأخيرة، ازدادت قوة التأثير العقلي للقنب بمعدَّل وصل إلى 4 أضعاف في بعض أنحاء العالم، إلا أن عدد المراهقين الذين يرون أنه ضار انخفض بنسبة تصل إلى أربعين في المائة، وذلك رغم وجود أدلة تشير إلى أن تعاطي القنب يرتبط بالكثير من الأضرار الصحية وغيرها، لا سيما بين المستخدمين بشكل منتظم، وعلى المدى البعيد". وبحسب التقرير دائما، أكدت الدراسات الاستقصائية التي أجراها العاملون في قطاع الصحة ب77 بلدا، أن تعاطيه ازداد بنسبة 42 في المائة، كما لوحظ "ارتفاع في الاستخدام غير الطبي للعقاقير الصيدلانية في الفترة ذاتها"، لافتا إلى أن "تعاطي المخدرات في تزايد، إلا أن العلاج القائم على أساس علمي أصبح أكثر توافرا". التقرير ذاته، قال إن "حوالي 275 مليون شخص استخدموا المخدرات في جميع أنحاء العالم في سنة 2020، التي شهدت اضطرابات غير مسبوقة ناجمة عن جائحة كوفيد-19، وذلك بزيادة قدرها 22 في المائة عن عام 2010". وقالت غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، إنه "تم ربط التصور الأقل لمخاطر تعاطي المخدرات بارتفاع معدلات تعاطي المخدرات"، مشيرة إلى أن نتائج تقرير المخدرات العالمي لعام 2021، تسلط الضوء على الحاجة إلى سد الفجوة بين التصور والواقع، لتثقيف الشباب وحماية الصحة العامة". وأضافت والي أن "المخدرات تتسب في خسارة الأرواح. في عصر يمكن أن تتجاوز فيه سرعة المعلومات سرعة التحقق، علمتنا جائحة كوفيد-19 أنه من الأهمية بمكان اختراق الضوضاء والتركيز على الحقائق، درس يجب أن ننتبه إليه من أجل حماية المجتمعات من تأثير المخدرات".