شاركت في الفيلم الجديد لليلى المراكشي «روك ذو قصبة» الذي يجمع ممثلين عالميين على رأسهم عمر الشريف وهيام عباس، كيف كان اللقاء بهؤلاء الفنانين؟ هناك من تقبلني وهناك من لم يتقبلني. الفنان عمر الشريف من أطيب خلق الله، كان متواضعا إلى حد كبير، وكنت أجلس وإياه ونمزح ونضحك في الفواصل بين مشهد وآخر. الواقع أنني لم أجد معه أي مشكل، ولكن للأسف هناك ممثلون آخرون واجهت معهم بعض المشاكل، حيث إنهم كانوا يعاملونني باحتقار، وينظرون إلي بدونية، والأكثر من ذلك أن المخرجة كانت تعطيني التعليمات وكانت إحدى الممثلات تحاول أن تفرض علي تعليماتها في البلاطو، ولكن بالصبر وسعة الخاطر تحملت كل ذلك وأتممنا تصوير العمل على خير.
ألا يعرفون أنك ممثلة معروفة جبت مهرجانات وطنية وعالمية مهمة؟ عندما أتوا في البداية وتم التعارف بيننا قيل لهم بأنني من قدماء المحاربين في هذا المجال، ولكن بالرغم من ذلك لم يكن يهم البعض منهم شيئا سوى أنهم مشهورون وانطلاقا من ذلك حاولوا فرض تعليماتهم علي.
ألم تلاحظ المخرجة ما كان يقع؟ المخرجة كان يهمها بالدرجة الأولى أن يتم إتمام العمل، ومن جهتي، لم أحاول خلق بلبلة في البلاطو أو إيقاف التصوير لأسباب اعتبرتها في الأخير تافهة. كنت أعلم أنه إذا تم توقيف التصوير حتى نتفق سنتأخر لأننا لن نتفق، لذلك تعاملت باحترافية وتجاهلت تلك الأمور وتجاهلت تعليمات الممثلة التي كانت تحاول فرض سيطرتها علي، لأنني أعي جيدا أنه لا يمكن أن يكون هناك أكثر من ربان واحد للسفينة والربان في البلاطو كان المخرجة، والمهم بالنسبة إلي أنني في الأخير تمكنت من فرض احترامي على الجميع.
شاهدناك في عدد من الأدوار التي أثارت الجدل كأدوارك في «العيون الجافة» و»كازانيغرا» ودورك الأخير في «روك دو قصبة» حيث تقدمين شخصية عشيقة لعمر الشريف، هل تتعمدين تقديم هذه الأدوار التي تكسرين من خلالها الطابو أم أن المسألة لا تتعدى كونها صدفة؟ مع كامل احترامي وتقديري للمجال الذي أشتغل فيه منذ سنوات، إلا أنني أؤكد لك أنني لم أصل بعد إلى مرحلة اختيار الأدوار التي أقدمها وأظن أن هذا حال مجموعة كبيرة من الفنانين في المغرب. الاختيار مرحلة تأتي مع كثرة العروض وهذا للأسف أمر نفتقده.
سمعنا أن القبلة التي قمت بها في فيلم «كازانيغرا» خلقت لك مشاكل كثيرة، هل يمكن أن تحدثينا عن الأمر؟ بالفعل. للأسف في المغرب نسبة مهمة من الناس لا يفرقون بين دور يؤديه الممثل اعتمادا على سيناريو معين وبين شخصيته الحقيقية، وهذا ما حدث معي، فبعد القبلة التي قمت بها مع الفنان الراحل بنبراهيم في أحد مشاهد الفيلم، واجهت مواقف صعبة للغاية، فكنت أسمع كلاما نابيا وجارحا من قبيل «شعلي ليّا گارو» و»آري بوسة»، وغيرها من العبارات المسيئة والمواقف التي جعلتني أعجز عن الخروج من بيتي، ولأنه كان لا بد أن أخرج لقضاء أغراضي، اضطررت لارتداء الجلباب والنقاب لمدة عام كامل، عرضت علي خلاله أدوار أخرى قدمتها وساهمت في جعل الجمهور ينسى نسبيا قبلة «كازانيغرا».
هل ندمت على تلك القبلة؟ لم أندم عليها لأنني قمت بها بصفتي ممثلة، ولكنني ندمت لاحقا وأنا أواجه وابل الانتقادات والعبارات القدحية والجارحة من الناس في الشارع.
هل تلك المواقف جعلتك تقولين «ما نبقاش نعاود»؟ لا يمكنني أن أقول إنني «ما نبقاش نعاود أو مازال غادا نعاود»، لأن تلك القبلة كانت وليدة لحظتها، هي لم تكن متضمنة في السيناريو ولكن المخرج وأثناء تصوير ذلك المشهد طلبها مني وقمت بها وكانت قبلة «عفوية وعروبية». ربما لو كانت في السيناريو ما كنت لأقبلها.