نشر موقع « اليوم24 » نهاية الأسبوع الماضي خبرا عن توقيف الشرطة لشخص بالداخلة، إثر ضبطه يقطر مسكر ماء الحياة داخل بناية تاريخية يعود بناؤها إلى فترة الاستعمار الإسباني بالجنوب. غير أن الخبر وكما نشر بناء على مصادر الموقع، تضمن أيضا صورة لبناية شبيهة بالبناية التي شهدت هذه الجريمة، وهي عبارة عن حصن ساحلي بمنطقة الداخلة، كان قد سبق وأن شهد عملية ترميم واسعة. هذا الأمر هو ما أثار جمعية السلام لحماية التراث البحري، واعتبرت من خلال تواصلها مع الموقع بأن نشر صورة الحصن الساحلي التي سقطت سهوا يعد « تضليلا للرأي العام ». ومن مسؤوليتنا نحن في موقع « اليوم24 » الالتزام بنشر الأخبار الصادقة والاعتماد على مصادر أكثر دقة، فإننا نلتزم بنشر هذا التصويب لمتابعينا وقرائنا للتأكيد بأن الصورة ليست للبناية التي حولها الموقوف إلى فضاء سري لتقطير وترويج مسكر « الماحيا ». بل تعود للحصن الساحلي الذي تتم صيانته ضمن المرحلة الأولى من مشروع الترميم، وهو موقع مؤمّن ومحمي حاليا، ولم يكن مسرحا للجريمة إطلاقا. إذ تم الانتهاء من المرحلة الأولى من ترميم الحصن الساحلي، على أن تنطلق المرحلة الثانية بعد الانتهاء من أشغال تهيئة الطريق الساحلية. أما الجريمة، فقد وقعت في حصن آخر منعزل، بعيد عن الساحل، لم يشمله أي ترميم بعد، ويختلف كليا من حيث الموقع والحالة عن الحصن الذي أرفقت صورته بالمقال. وتعود بنا الروايات التاريخية إلى عهد بناء هاته الحصون من طرف المستعمر الإسباني إبان فترة ما بين 1928 إلى سنة 1932، وهي أربع بنايات ضخمة عبارة عن قلاع حربية تعرف بالحصون الساحلية يصل بينها شباك حديدي، حيث كان الاستعمار الإسباني يلزم الأهالي المتجهين للداخلة بترك بنادقهم كشرط أساسي لولوج المنطقة بسلام بغية التحكم أكثر في المنطقة، ودرء أي محاولة تنقل جماعي للقبائل الصحراوية للهجوم ضد القوات الاستعمارية. بينما تشير الروايات إلى أن فكرة إغلاق شبه جزيرة الداخلة بسلسلة من الخطوط الدفاعية كانت بهدف توفير الأمن من أجل إنشاء مستعمرة » فيلا سيسنيروس »، التي بدأ تطويرها في أوائل القرن العشرين إبان الاستعمار الإسباني في ظل الحاكم العسكري « فرانسيسكو بنس »، وذلك لمنع أي محاولة للهجوم على المستعمرة الفتية من قبل القبائل الصحراوية. إلا أن تشييد هاته الحصون لم يتم إلا في سنة 1928 في ظل الحاكم العسكري Ramon Regueral ، وهي الحصون المعروفة بالإسبانية باسم los fortines وعددها أربعة يبعد كل واحد منها عن الآخر مسافة 600 متر، ويصل فيما بينها بخط شباك حديدي، وهي على بعد ستة كيلومترات من المركز. وتشير الروايات التاريخية إلى أن هاته الحصون العسكرية، كانت تضم « مجموعة من الحرس وبنادق نارية ومدفع رشاش وقنابل يدوية، وعلى سطوحها حراسة ليلية مدعومة بكلاب حراسة، وبجوار كل حصن خزان ماء سعته ثمانية أمتار مكعبة وخزان صرف صحي متصل بالمبنى عبر قناة تحت الأرض، وهذه الحصون موصولة عن طريق الهاتف بمركز الفورتي ومنارة الداخلة ».