وزير الصحة لم يجب سوى عن 2.5% من الأسئلة الكتابية للنواب منذ تعيينه... 19 جوابا من أصل 765 سؤالا

في آخر جلسة أسبوعية مخصصة للأسئلة الشفوية الموجهة إلى الحكومة، شنّ نواب من الأغلبية والمعارضة هجومًا على وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، واتهمته نائبة برلمانية من الأغلبية الحكومية ب »التلكؤ » في الإجابة عن الأسئلة الكتابية.
وأوضحت النائبة البرلمانية قلوب فطيح، في جلسة 21 يوليوز الماضية، أنها وجهت أسئلة كتابية إلى الوزير دون أن تتلقى أجوبة، وذلك في مواضيع تتعلق بغياب تخصصات طبية، وانعدام طب النساء في مدينة أصيلة، وانعدام طبيب للأطفال. وذكرت البرلمانية أيضًا أنها وجهت أسئلتها إلى الوزير حول واقع الصحة في إقليم أصيلة، وهي أسئلة وغيرها ظلت عالقة دون جواب من طرف المسؤول الحكومي.
ومنذ صرخة البرلمانية قلوب من تحت قبة البرلمان، التي عاتبت فيها الوزير في حكومة « أخنوش » لعدم تفاعله مع أسئلة البرلمانيين الكتابية، وُجّهت إليه من طرف مختلف الفرق والمجموعات البرلمانية، وحتى نهاية الأسبوع الماضي، 166 سؤالًا كتابيًا لم يجب عن أيٍّ منها، بنسبة تفاعل بلغت 0%.
الصادم أن تفاعل وزير الصحة مع أسئلة النواب البرلمانيين ضعيف جدًا، وذلك منذ تعيينه وزيرًا للصحة في 23 أكتوبر 2024، وفق تحليل المعطيات المستقاة من البوابة الإلكترونية لمجلس النواب.
وبلغ مجموع الأسئلة الكتابية التي تلقاها الوزير منذ تعيينه 765 سؤالًا كتابيًا من مختلف الفرق البرلمانية، معارضةً وأغلبية، تفاعل الوزير بالجواب عن 19 سؤالًا فقط، بنسبة إجابة لم تتجاوز 2.5 في المائة، وهي أقل نسبة بالمقارنة مع القطاعات الحكومية الأخرى.
وقد تذكرت وزارة الصحة مرة واحدة فقط أنها مطالَبة بالتفاعل مع أسئلة نواب الأمة، وذلك يوم 21 ماي الماضي، حيث أجاب الوزير لأول مرة، وبعد نحو سبعة أشهر على تعيينه، عن 19 سؤالًا كتابيًا للبرلمانيين، دفعة واحدة، ومنذ ذلك الوقت لم يجب المسؤول الحكومي عن أي سؤال كتابي، رغم توجيه الانتقادات له تحت قبة البرلمان خلال جلسات الأسئلة الشفوية الأسبوعية.
عدم تفاعل الوزير في الحكومة مع البرلمانيين أُثير من جديد يوم الأربعاء الماضي، خلال اجتماع لجنة القطاعات الاجتماعية في مجلس النواب بحضور الوزير التهراوي، حين قالت البرلمانية نجوى ككوس، موجهةً خطابها إلى التهراوي: « يجب أن نتواصل، وأول من يجب أن نتواصل معهم هم ممثلو الأمة، لأنهم مؤسسة للوساطة، وإذا أضعفنا المؤسسة التشريعية سنترك الشارع يتوجه إلى مؤسسات هي في غنى عن ذلك ».
وانتقدت ككوس، المنتمية إلى الأغلبية الحكومية، طبيعة العلاقة التي تجمع الحكومة بالأغلبية، وقالت مخاطِبة وزير الصحة: « نحن كأغلبية علاقتنا بالحكومة التصويت، لكن علينا أن ننتقد ونقترح، وعليكم الإنصات لنا والإجابة عن أسئلتنا »، مشيرة إلى أنها وجهت أسئلة كتابية إلى وزير الصحة دون أن تتلقى أجوبة عنها.