بعد أسبوع حافل بعروض سينمائية متميزة وحوارات ثقافية غنية، أسدل الستار مساء يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، بسينما الصحراء في أكادير، على فعاليات الدورة السادسة عشرة لمهرجان «إسني ن ورغ» الدولي للفيلم الأمازيغي (FINIFA)، والذي يعني اسمه «التاج الذهبي»، ليكلل الفائزين في مسابقته الأمازيغية والدولية وسط حضور فني وثقافي لافت. انطلقت هذه الدورة بشراكة بين مجلس جهة سوس–ماسة، والجماعة الترابية لأكادير، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM)، وبالتعاون مع المركز السينمائي المغربي (CCM) وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بآيت ملول. وقد مثلت هذه الشراكة المتينة إطارا داعما لبرمجة ثرية شملت عروضا ل 42 فيلما، تنوعت بين الروائي الطويل والوثائقي والقصير، مما أتاح للجمهور خريطة سينمائية واسعة لتجارب إبداعية محلية ودولية. تميزت حفلة الختام بالإعلان عن قائمة الفائزين في المسابقات، حيث حصد فيلم «Fouroulou» للمخرج علي بركّنو، والمستوحى من رواية «ابن الفقير» للكاتب الجزائري مولود فرعون، الجائزة الكبرى للمهرجان «إسني ن ورغ». كما توجت سمارة أيت أوكسماض بجائزة أفضل أداء نسائي عن دورها في فيلم «Tawenza»، بينما نال عبد اللطيف تلاحي جائزة أفضل أداء رجالي عن فيلم «L›Elève du village». أما في المسابقة الدولية، فقد كان النصيب الأكبر لهولندا من خلال فيلم «Monikondee» لتولين ألكساندر ورفاقه، الذي فاز بجائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو. ولم تكن العروض السينمائية هي المحطة الوحيدة التي أثرت برنامج المهرجان، فقد انطلقت فعالياته ب»ماستر كلاس» قدّمه مبارك لعطاش، الحاصل على جائزة إسني ن ورغ للتضامن، والمنتجة تيسي فريتس، بمشاركة المخرج فرانسوا بالدسار. تطرقت الورشة إلى آليات الإنتاج السينمائي في لوكسمبورغ والإنتاجات المشتركة مع المغرب، مقدمة للشباب والمهنيين بانوراما متكاملة لمسارات التمويل والشراكات وآليات التوزيع. وبالتوازي مع ذلك، احتضن فندق ألموڭار بأكادير معرضا تشكيليا استعاديا للفنان براهيم اضنور، الذي عرض أعمالا فنية تزاوج بين تقنيات الرسم والخط والزربية الأمازيغية، مستعرضا رصيدا إبداعيا يتجاوز ثلاثة عقود وشارك فيه بأكثر من 38 معرضا داخل المغرب وخارجه. وقد أعقب كل جلسة عرض سينمائي نقاش مفتوح جمع الجمهور بالمخرجين والمنتجين والفنانين، مما عمق من روح المشاركة وأتاح تبادل الآراء والتجارب بشكل مباشر، وهو ما شكل سمة بارزة لهذه الدورة. وجسدت هذه اللقاءات الجوهر الحقيقي للمهرجان كمنصة للتبادل والحوار وليس مجرد عروض. أما لجان التحكيم، التي ضمت شخصيات فنية وأكاديمية مرموقة من داخل المغرب وخارجه، فقد أشادت بمستوى الأعمال المتنافسة وبالطاقة الإبداعية التي تميزت بها، سواء في مسابقة الفيلم الأمازيغي التي ترأسها المخرج الفرنسي-الجزائري عمّور حكار، أو في المسابقة الدولية التي ضمت في عضويتها أسماء لامعة مثل بيتر لوم ورافائيل بِنيستي. وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان لم يعلن بعد عن الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، حيث من المقرر الإعلان عنها رسميًا يوم 17 أكتوبر الجاري، بمناسبة إحياء ذكرى خطاب أجدير التاريخي، وذلك بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (IRCAM) في الرباط. وتعمل لجنة التحكيم المكونة من إبراهيم حسناوي رئيسا، ونورة الأزرق، وياسين هورتان، ومصطفى صغير، على اختيار الفائزين بهذه الجائزة .