تستضيف دار الشعر بتطوان، اليوم الخميس، فعاليات الدورة العاشرة من "ملتقى الشعر العربي"، في فضاء "رياض المطامر"، في قلب المدينة العتيقة لتطوان؛ وهو الفضاء الذي خلد ذكره في أعمال رائد السرد الإنساني الحديث ومبدع رائعة "دون كيخوته دي لا مانشا"، الكاتب الإنساني والعالمي ميغيل دي ثيرفانطس منذ بداية القرن السابع عشر. وتواصل دار الشعر الانفتاح على الفضاءات والبيوتات العتيقة في المدينة العتيقة لتطوان، احتفاء بالإرث التاريخي والعمق الحضاري للحمامة البيضاء، بوصفها حاضرة أندلسية شاهقة ومعلمة شاهدة على دور الثقافة العربية في تشييد الأندلس وواحدة من أعظم اللحظات الدالة على عبقرية الثقافة العربية والمغربية. وتجمع التظاهرة بين بلاد الرافدين وأرض فلسطين وسحر المغرب الشعري، في موعد جديد يشهد على استمرارية القول الشعري فوق الأراضي العربية المبدعة، تفتتحه الباحثة العراقية أمل الجبوري، أستاذة في جامعة لندن، إلى جانب الشاعر الفلسطيني مهند ذويب والشاعرة المغربية بديعة القادري. كما تحيي فرقة "أوتار"، برئاسة عازف العود فهد الصنهاجي، الحفل الفني لهذه التظاهرة، والتي ستقدم روائع القصائد العربية الخالدة كما لحنها وأداها كبار المبدعين. ويأتي هذا الملتقى في سياق انفتاح دار الشعر على التجارب والأصوات الشعرية العربية المعاصرة، التي لا تزال تستحضر تاريخ الشعر العربي وعبقريته على مر التاريخ، مستثمرة ذلك التراكم الشعري العربي ودوره الخلّاق في التأسيس لواحدة من أعرق الشعريات الإنسانية، إلى جانب التجربة الإغريقية ثم الرومانية، وصولا إلى المرحلة الكلاسيكية التي أفادت من التجارب السابقة، مرورا بمختلف المدارس والحركات والتيارات اللاحقة، تلك التي مهّدت لميلاد القصيدة الحديثة، ثم انتهاء بما آلت إليه الممارسة الشعرية المعاصرة. حري بالذكر أن ملتقى الشعر العربي، عبر دوراته السابقة، عرف مشاركة شعراء ومبدعين يمثلون سائر دول العالم العربي، إلى جانب عدد من الشعراء والفنانين العرب المقيمين في المهجر، حيث يمثل هؤلاء مختلف الجغرافيات والاجتهادات الشعرية العربية التي لا تزال تُصَنِّفُ الشّعرَ العربي ضمن قائمة النّماذج الشّعرية الإنسانية الكبرى. ويعد ملتقى الشّعر العربي من ضمن الفعاليّات التي تعكس أهّمية الأدوار التي تضطلع بها بيوت الشعر العربي؛ وفي طليعتِها دارُ الشعر بتطوان، التي تأسست بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، في ربيع 2016، حيث تحتفل الدار، هذه السنة، بالذكرى العاشرة لتأسيسها. يشار إلى أن انفتاح دار الشعر بتطوان على القصيدة العربية يأتي في سياق اختيار تطوان عاصمة للثقافة والحوار في الفضاء المتوسطي، برسم سنة 2026، حيث يمثل الشعر العربي أهم تراث إبداعي ينتمي إلى الضفة الجنوبية من المتوسط.