دعت حركة "جيل زد 212″، مساء الأربعاء، المغاربة إلى المشاركة الواسعة في موجة جديدة من الاحتجاجات مساء الخميس، في أكثر من عشرين مدينة عبر البلاد، للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية، في مقدمتها "إسقاط الحكومة"، وذلك عشية الخطاب الذي سيلقيه الملك محمد السادس أمام البرلمان يوم الجمعة. وجاء في البلاغ، الذي نشرته الحركة عبر صفحاتها الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، أن الدعوة تشمل وقفات احتجاجية من الساعة السادسة إلى التاسعة مساءً في مدن كبرى مثل الرباط (أمام البرلمان)، الدارالبيضاء (مارشيال)، أكادير (حي السلام)، وجدة (ساحة الوداد)، طنجة (سور المعكازين)، فاس (كلية ظهر المهراز)، والعيون (ساحة المشور)، إلى جانب مدن أخرى كالناظور، مكناس، كلميم، تطوان، بني ملال، ومراكش.
وأكدت الحركة، في بيانها، أن هذه الدعوة تأتي "تأكيداً على الحرص الجماعي لإيصال صوتنا بوضوح ومسؤولية، وبأعلى درجات الالتزام والسلمية"، في إشارة إلى تمسكها بنهج الاحتجاج السلمي رغم الاتهامات الرسمية التي طالت بعض مظاهراتها السابقة. وكانت الحركة قد أعلنت، في وقت سابق من الأسبوع، تعليق مظاهراتها يومي الثلاثاء والأربعاء "لأسباب تنظيمية"، كما قررت تعليق التظاهر يوم الجمعة المقبل تزامناً مع خطاب الملك أمام البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية في السنة التشريعية الأخيرة من الولاية البرلمانية الحالية. ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من الاحتجاجات التي اجتاحت مختلف مناطق البلاد، مطالبة بإصلاحات في قطاعي الصحة والتعليم، وبمحاربة الفساد والاحتكار، وتحسين ظروف العيش، في ما اعتبرته الحركة "انفجاراً اجتماعياً سلمياً لجيل جديد يطالب بالكرامة والعدالة الاجتماعية". وكانت "جيل زد" قد وجهت رسالة مفتوحة إلى الملك محمد السادس قبل أيام، تضمّنت جملة من المطالب أبرزها إقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، وفتح حوار وطني حول الأوضاع الاجتماعية. وتنتظر أوساط واسعة من المغاربة ما إذا كان خطاب الملك، يوم الجمعة، سيتضمن إشارة إلى هذه المطالب أو إلى الأزمة الاجتماعية المتصاعدة في البلاد. وتُعدّ احتجاجات "جيل زد" أوسع حركة اجتماعية تشهدها المملكة منذ حراك 20 فبراير عام 2011، إذ توسعت رقعتها خلال الأسابيع الماضية لتشمل أكثر من ثلاثين مدينة وبلدة مغربية، بمشاركة مكثفة من الشباب الذين يعتمدون بشكل أساسي على تطبيقات التواصل الاجتماعي لتنظيم تحركاتهم.