رفضت الباحثة والمفكرة المصرية نوال السعداوي مجموعة من التسميات التي قالت إنها لا تمت بصلة للعالم العربي من قبيل "الشرق الأوسط" التي قالت إنه مصطلح "استعماري" يرجع إلى فترة احتلال بريطانيا لعدد من بلدان المنطقة، كما رفضت تسمية "العالم الثالث" التي يتم في الغالب تقديم بلدان العالم العربي بها، موضحة أن العالم واحد ولا يمكن تقسيمه إلى عدة عوالم لاعتبارات مختلفة، وأضافت في نفس السياق أنها ضد قيام بعض المؤسسات الحكومية أو الجمعوية الأجنبية ب"تعليمنا نحن في العالم العربي ما يجب علينا فعله لأننا بدورنا لدينا تجاربنا الخاصة وما نحتاجه هو أن نتبادل الخبرات والتجارب لا أن يتم تلقيننا ما علينا فعله". السعداوي تطرقت أيضا في لقاء جمعها بالصحافيين أول أمس الثلاثاء قبيل انطلاق مؤتمرات برنامج "مسار؛ في الطريق نحو المساواة بين الجنسين في شمال إِفريقيا والشرق الأوسط" المنعقد في مدريد يومي تاسع وعاشر شتنبر الجاري، إلى الحراك الذي شهدته عدد من البلدان العربية وبدت عليها علامات الأسف لما آلت إليه الأوضاع في عدد من تلك البلدان مشددة على أن ما يحدث الآن هو إجهاض لتلك الثورات التي "غيرت الوجوه وأبقت على نفس الأفكار" على حد تعبيرها حيث أوضحت بهذا الخصوص أن "الثورة الحقيقية هي ثورة الفكر" وليست الثورة التي تهدف إلى تغيير أشخاص وتعويضهم بآخرين فقط. وهاجمت السعداوي الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث قالت إنها "ليست كما يبدو ضد الجماعات الإرهابية كالقاعدة وبوكو حرام وغيرهما بل تدعمها" مشيرة إلى أنها كانت في الولاياتالمتحدةالامريكية حين وقعت أحداث الحادي عشر من شتنبر سنة 2001 وقد علمت حينها أن "بوش ساعد عائلة بن لادن على الهرب"، وتساءلت في نفس السياق بمراراة عن ماهية "هذه الظاهرة المسماة داعش" معتبرة أنها تحظى بالدعم من الخارج وتحديدا من الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفة أن الإخوان المسلمين بدورهم "يحظون بالدعم من أمريكا" التي قالت إنها تبحث في المنطقة عن الحكومات التي تخدم مصلحتها فقط بغض النظر عن مصلحة الشعوب. وقالت السعداوي إن الغالبية العظمى من الشعوب في العالم تعاني اليوم من أجل لقمة العيش في الوقت الذي لا يشهد أي مجال تطورا وتقدما بقدر مجال صناعة الأسلحة والتجسس، مضيفة في نفس السياق أن الدول التي لا تستطيع إنتاج ما يكفي لإطعام شعوبها "لا يمكن اعتبارها دولا مستقلة". وخلافا لكثير ممن يدافعون عن قضايا المرأة ممن يعتبرون أن تلك القضايا حكر فقط على النساء قالت السعداوي إن النساء في حاجة للعمل مع الرجال ممن يؤمنون بقضاياهن، رافضة هنا تحجيم قضية المرأة باعتبارها قضية نسوية أو جنسانية حيث شددت على أنها قضية سياسية بالدرجة الأولى.