خصص موقع البحث العالمي "جوجل" صفحته الرسمية، اليوم الأربعاء، لإحياء ذكرى عيد ميلاد العالم العربي المسلم عبد الرحمن الصوفي أحد أشهر الفلكيين. عبد الرحمن الصوفي، ولد في عام 903 م، وتوفي عام 986 م، وخصص له المحرك مجسما لسرطانين، يمثلان حرفين من اسم المحرك باللغة الفرنسية، ويشيران إلى الأبحاث العظيمة، التي قام بها هذا العالم. وجاء احتفاء "جوجل" بهذا العالم الجليل مقابل ماقدمه للبشرية من أبحاث وعلوم، انتهت برسم خريطة للسماء بأجرامها، وتمكن من اكتشاف عدد من النجوم، وأقر بنظرية دوران الكرة الأرضية، وكان "أول فلكي يَرصد ويُلاحظ تغير ألوان الكواكب، وأقدارها (وحدة لقياس السطوع). وأيضاً كان أول من رسمَ الحركة الصحيحة تماماً للكواكب. والصوفي كان أول من لاحظ وجود مجرة أندروميدا، ووصفها ب"لطخة سحابية"، وأيضاً سحابتي ماجلان الكبرى، والصغرى، وصحح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وذلك في كتابه "صور الكواكب الثمانية والأربعين". ووضع أيضاً في كتابه هذا حدودا دقيقة لكل كوكبة، وللنجوم، التي تقع في الصورة، المُتخيلة لها، والتي خارجها. كما وصف الصوفي في "صور الكواكب الثمانية والأربعين" مواقع كل النجوم، وأقدارها. و من بين الأمور التي ساعدت الفلكي العربي في أداء مهمته، أنه كان صديقاً للخليفة البويهي عضد الدولة، الذي اتخذه فلكياً، ومعلماً له لمعرفة مواضع النجوم، وحركة الأجرام الفلكية. وبنى عضد الدولة مرصدا خاصا للصوفي في شيراز، ما ساعد الأخير في القيام بإنجازاته الفلكية. وتوفي الصوفي في 8 محرم 376 ه (الموافق: 25 ماي 986 م) وعمره 82 سنة. واعترفت الحضارة الأوربية بمكانة الصوفي، وأثنى عليه عدد من جهابذة العلوم، خصوصا المتعلقة بالرياضيات والفلك، واعتبره المؤرخ جورج سارطون من أعظم فلكيي الإسلام، كما اعترف الأوربيون بدقة ملاحظاته الفلكية، حيث وصفه ألدومييلي بأنه "من أعظم الفلكيين الفرس، الذين ندين لهم بسلسلة دقيقة من الملاحظات المباشرة". وتابع: "ولم يقتصر هذا الفلكي العظيم على تعيين كثير من الكواكب، التي لا توجد عند بطليموس، بل صحح أيضاً كثيراً من الملاحظات، التي أخطأ فيها، ومكن بذلك الفلكيين المحدثين من التعرف على الكواكب، التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة".
