اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان للامم المتحدة الجمعة ان خبراء من المنظمة الدولية سيعكفون للمرة الاولى على التحقيق في المعلومات التي تحدثت عن استخدام مرتزقة خلال النزاع الليبي. واعلنت الوكالة الدولية في بيان ان مجموعة عمل الاممالمتحدة حول استخدام المرتزقة ستزور ليبيا من 21 الى 25 ماي بناء على طلب من الحكومة الحالية. وافاد البيان ان هذه "المهمة لتقصي الحقائق" تهدف الى "تقييم الادعاءات حول استعمال مرتزقة في النزاع الاخير والاجراءات التي اتخذتها الحكومة من اجل التصدي لتلك الظاهرة". واعلنت فائزة باتل التي تقود مجموعة الخبراء المكلفين بالتحقيق انه "فضلا عن مسالة المرتزقة نعتزم جمع معلومات من مصادر مباشرة حول نشاطات الشركات الخاصة التي تعرض مساعدة عسكرية ونصائح واجهزة امن في السوق الدولية". واضافت ان المحققين سيحاولون التحري في "نوع النشاطات" التي توفرها تلك الشركات الامنية في ليبيا و"انعكاساتها على ممارسة حقوق الانسان". وخلال زيارتهم سيتباحث الخبراء مع مسؤولين كبار في الحكومة وممثلي المجتمع المدني وممثلين عن شركات امنية وسيلتقون بوسائل الاعلام في ختام زيارتهم. وفي شتنبر الماضي اعلنت باتل ان مرتزقة ارتكبوا "انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان" في ليبيا بما فيها عمليات "اعدامات غير قضائية وتعذيب واختفاءات قسرية". وقد نددت المعارضة خلال النزاع الليبي بوجود مرتزقة افارقة في صفوف قوات الزعيم الليبي السابق معمر القذافي. هذا ولا يزال الوضع الأمني المهتز وعدم قدرة السلطات الليبية الجديدة على فرض النظام والاستقرار على جغرافيا البلاد يشكل العقبة الكبرى أمام الانتقال السياسي الذي بدأت أولى ملامحه بانتخابات المؤتمر الوطني. وكانت آخر هذه المظاهر سلسلة هجمات بالقذائف الصاروخية على مدينة غدامس المعروفة "بجوهرة الصحراء" الواقعة في الجزء الغربي من ليبيا، من قبل مجموعات الطوارق المؤيدة لنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتزامن الهجوم مع انتخاب مائتي عضو بالمؤتمر الوطني، الأمر الذي رأى فيه عضو المجلس الوطني الانتقالي عن غدامس علي المانع مؤشرات خطيرة لعرقلة أول استحقاق دستوري. وأضاف أن المهاجمين من عناصر النظام السابق يهدفون لزعزعة الوضع الأمني، مؤكدا أن أحداث الاقتتال الأخيرة في مدن سبها والكفرة ومرزق ومؤخرا غدامس تدل على أن المخطط واحد. وأضاف أن رئيس هذه العناصر عيسى تللي -المتهم بتهريب عائلة القذافي إلى الجزائر- مطلوب في انتهاكات سابقة أثناء هجوم كتائب القذافي على مدن مصراتة ورأس لانوف. ونقل المانع عتاب أهل غدامس على المجلس الانتقالي والحكومة لعدم تحركهم حتى الآن، متوقعا مزيدا من الهجمات مع احتقان الوضع في المدينة الحدودية.