يروي بعض المقاومين، وهي رواية جاءت من مصادر مختلفة مما يؤكد صحتها، أن رجلا تم ضبطه في حالة تلبس رفقة زوجة ضابط فرنسي يمارسان المتعة الحرام، وكانت العقوبة التي تواجهه هي ستة أشهر حبسا نافذا بالإضافة إلى تشويه سمعته، حيث كان من المعيب الإقدام على مثل هذا الفعل. ومن باب "كبرها تصغار" أوحى له شيطانه بفكرة جهنمية. لما دخل المحكمة شرع في سب الدولة الفرنسية، وصادف يوم محاكمته تقديم عدد من المقاومين للمحاكمة، وما إن شرع في سب الدولة الفرنسية حتى تضامنوا معه، وتم الحكم عليه بسنة نظرا لسب هيئة المحكمة والدولة الفرنسية. وأصبح مقاوما منذ ذاك التاريخ، لكن في السجن أسر للبعض أنه ليس في العير ولا في النفير وأن الذي أدخله السجن ليس سوى عضوه التناسلي وليس سلاحا رفعه في وجه المحتل. ولما خرج المستعمر الفرنسي حصل على بطاقة مقاوم وامتيازات رجال المقاومة بالإضافة إلى رخصة للنقل. الرواية التي سردناها تنطبق بحذافيرها على عبد العزيز العبدي، المراسل الصحفي، الذي تعرض لاعتداء شنيع من طرف زوج إحدى خليلاته، والذي فضل القصاص بنفسه، ونظرا لأن المنطقة أي الأطلس ما زالت تعيش على النفس التاريخي والانتماء القبلي وما زال العرف فيها سائدا أكثر من غيره، فإن مثل هذه الحالات يتم معالجتها بالطريقة المذكورة. غير أن العبدي أراد أن يخلق منها قصة غير واقعية، ويجعل من الاعتداء عليه ضريبة للنضال، وقال إنه تم الاعتداء عليه ،لأنه يكتب عن الملك ورئيس الحكومة والوزراء، وواقع الحال أن العبدي لا يكتب سوى عن رئيس المجلس البلدي ورئيس المجلس الإقليمي والمنتخبين ومسؤولي الرياضة ورؤساء الأندية، ولا يكتب إلا تصفية للحسابات الصغيرة، ولم يثبت عنه أنه كان مناضلا جدريا، وبالتالي فإن ادعاءاته التي نشرها في بعض المواقع الالكترونية ليست حقيقية، وهناك ما يؤكد ما ذهبنا إليه ويتعلق الأمر بالدعوى القضائية التي رفعها ضده شباب أطلس خنيفرة بتهمة التحرش الجنسي بلاعبات الفريق النسوي لكرة القدم الذي كان يشرف عليه. فمن تتبع مؤخرات النساء واصطيادهن للمتعة الحرام أراد أن يتحول إلى مناضل، وهي قصة لا تختلف بتاتا عن قصة المقاوم الذي لم يحمل سلاحا.