جرت العادة أن يستقبل الشعب المغربي كغيره من يلدان العالم الإسلامي شهر رمضان بمجموعة من العادات والطقوس المتوارثة، منهم من يحرص على أداء العمرة، إلى جانب أداء صلاة التراويح في المسجد، وتبادل الزيارات التي تعزز صلة الرحم بين الأهل والأحباب وغيرها من الطقوس الروحانية الخاصة بهذا الشهر الكريم، غير أن هذه السنة كانت استثناء بسبب حالة الطوارئ الصحية التي فرضها فيروس كورونا، فكيف يمكن أن نحافظ على هذه العادات في ظل شروط السلامة الصحية؟ في هذا السياق أكد رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيراتتمارة لحسن السكنفل أن شهر رمضان هو شهر الصيام، والقيام وقراءة القرآن، كما أنه شهر التضامن ومساعدة المحتاجين كما كان يفعل الرسول محمد عليه الصلاة والسلام" مضيفا: "العديد من المواطنين يحرصون على أداء العمرة خاصة خلال هذا الشهر باعتبار أن أجرها يعادل أجر حجة واحدة، وآخرون يذهبون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، غير أنه بسبب حالة الطوارئ الصحية أصبح هذا الأمر غير ممكنا". وأوضح السكنفل في تصريح لموقع القناة الثانية أن فرض حالة الطوارئ الصحية وما رافقها من إغلاق للمساجد والحدود لا يمنع المسلم من أدائه للشعائر الدينية المرافقة لهذا الشهر، مشيرا "إلى أنه يمكن أداء صلاة التراويح في المنزل، إلى جانب الإكثار من الدعاء وقراءة القران". وأضاف السكنفل إلى أن الأشخاص الذين كانوا ينوون الذهاب لأداء العمرة خلال هذا الشهر "يمكنهم التبرع بقيمتها لمساعدة المحتاجين خاصة في ظل الظروف التي تمر منها بلادنا، والتي تسببت في فقدان الكثير من الأسر لعملهم، لأن الغاية من العبادة هي كسب الأجر ومساعدة الآخرين أجرها مضاعفا". وفي نفس السياق أكد السكنفل أن العبادات التي يتعدى نفعها للآخرين أولى من العبادة ا التي يقتصر نفعها على فاعلها فقط، مشيرا إلى أن "أداء العمرة كان نفعها سيعود على مؤديها فقط، في حين أنه إذا ما تبرع بقيمتها فسيكون مأجورا بالفرحة التي سيدخلها على الأسر المحتاجة وبالدعاء الذي سيحصل عليه منهم". هذا وأشار السنكفل إلى أن وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي "تتيح إمكانية تقاسم فرحة هذا الشهر ولو افتراضيا مع أفراد العائلة، والاطمئنان عليهم، وهذه نعمة من نعم الله علينا"، مؤكدا على ضرورة مساعدة المحتاجين لمن كان لديهم الاستطاعة للقيام بذلك.