كشف تقرير حول المؤشر العالمي للإرهاب، عن معطيات مثيرة تهم الخسائر الاقتصادية لظاهرة الارهاب بالعالم، حيث تكبدت افريقيا لوحدها ما يقارب 49.2 في المائة من مجموع الخسائر، والتي تقدر ب13 مليار دولار أمريكي. وبحسب التقرير الصادر عن معهد السلام والاقتصاد بالتعاون مع مركز مكافحة الارهاب والتطرف بجامعة ميريلاند الامريكية، فقد تضاعفت الانعكاسات الاقتصادية للإرهاب بإفريقيا بمقدار 15 ضعفا منذ عام 2007، والتي قدرت آنذاك ب3.1 في المئة. التقرير أوضح أن مجموع الخسائر الاقتصادية التي عرفتها القارة خلال الفترة من عام 2007 إلى عام 2019 بسبب الظاهرة الإرهابية بلغت 171.7 مليار دولار أمريكي. وأبرزالمؤشر العالمي للارهاب ، تأثر كل من نيجيريا وليبيا والصومالومالي بتداعيات الإرهاب في القارة، وتحملت لوحدها ما مجموعه 86.8 في المائة من الخسائر الاقتصادية للإرهاب على القارة، مقابل 8.3 في المائة لباقي دول إفريقيا. وتمثل نيجيريا الدولة الأكثر تأثرا بتداعيات الإرهاب، حيث تكبدت خسائر بلغت 142 مليار دولار أمريكي خلال الفترة من 2007 إلى 2019. أما الدول التي تعرف تحولا إلى بؤر نزاع مسلح كليبيا، فقد بلغت خسائرها حوالي 4.9 مليار دولار أمريكي، فيما الصومال بخسائر قدرت بنحو 1.16 مليار دولار، كما سجل التقرير تأثر مالي بخسائر بلغت نحو 1.13 مليار دولار. الخبير في الشؤون الأمنية، إحسان حافظي، فسّر لموقع القناة الثانية أسباب ودواعي ارتفاع هذا المؤشر، مبرزاً أنها تعود لعدة اعتبارات ترتبط بالبعد الجغرافي وطبيعة نشاط الإرهاب في العالم. وأوضح حافظي في تصريح صحفي، أن القارة الإفريقية تتأثر اليوم بهجرة جماعية للظاهرة الارهابية بعد انهيار الدولة الاسلامية -داعش، خصوصاً بمنطقة الساحل والصحراء . لكن المتحدث نبه إلى أن القارة كانت تمثل حاضنة لتنظيم القاعدة الذي اختفى بمنطقة الشرق الاوسط بينما حافظ على بنياته على مستوى القارة الافريقية، لافتاً إلى أنّ البداية كانت عبر سرت بالنسبة لداعش، ثم انتشرت بكل من مالي، الكوديفوار، النيجر، وهو ما يمكن ملاحظته أيضا عبر تفكيك خلايا موالية للتنظيم بكل من المغرب وموريتانيا. ووفق المتحدث ذاته، فإن ارتفاع المعطى الرقمي للمؤشر العالمي، يفسره نشاط وحركية التنظيمات الارهابية بالمنطقة، وتشديد الخناق عليه على المستوى الجغرافي بالشرق الاوسط ، في سوريا والعراق كبؤر ثوتر اصيلة . ويرى حافظي في تصريحه لموقع القناة الثانية، ان الارهاب اليوم بالقارة الإفريقية ، يتميز بحركية ودينامية تسعى للصراع والأزمات وهو ما له كلفة مالية واقتصادية، وأشار أن الخطورة اليوم تتمثل في بروز جيل جديد يختلف في نشأته ودوافعه على تنظيم القاعدة واستراتيجية داعش ، معتبرا أن هذا النموذج يختبئ وراء شبكة علاقات اجتماعية تعقد المهمة الامنية بهذه المنطقة. وجوابا على سؤال حول مدى قدرة الاستراتيجيات الاقليمية والقارية لمكافحة الظاهرة في التصدي لهذه المخاطر، أمام المعطى الرقمي تحدث عنه معهد السلام والاقتصاد، أوضح المتحدث إلى أن الخطط التي جربت لمجابهة الظاهرة الارهابية أبانت عن فشل ذريع وعلى عدم امكانية الدول التعاطي مع الارهاب بشكل فردي . وتابع: "هناك اختلاف في المقاربات المعتمدة، واستيطان الظاهرة الارهابية بالقارة الافريقية، يتضح ان هناك استغلال لشساعة الحدود بين البلدان الإفريقية ، وضعف الإمكانات التقنية والاستخباراتية لهذه الدولة، كما أن هناك استغلال لتحول بعض الدول الافريقية الى دول فاشلة . وخلص المتحدث إلى ان الظاهرة تفرض اعتماد مقاربة امنية مشتركة في إطار تحالف إقليمي، كما هو الشأن لتحالف دول الساحل والصحراء بمشاركة فرنسا، غير أن نتائج هذا التحالف يبقى محدوداً في ظل عدم تواجد مصاحبة قانونية وتشريعية واستراتيجية تأخذ بعين الاعتبار مختلف تحولات هذه الظاهرة والتحديات المرتبطة بها.