في تحول دبلوماسي لافت، أعلنت كوريا الجنوبية مؤخراً دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل لنزاع الصحراء، وهو موقف جديد يضع حداً لحياد دام سنوات طويلة. هذا التطور لم يمر مرور الكرام، حيث أثار اهتمام مراكز التفكير الاستراتيجية في إسبانيا، وعلى رأسها معهد الدراسات العليا حول الأمن والتنمية (IDUHS)، الذي يعتبر التقارب بين الرباط وسيول شراكة استراتيجية لها أبعاد جيواستراتيجية عميقة. وفقاً لقراءات تحليلية، فإن كوريا الجنوبية باتت تنظر إلى المغرب على أنه شريك موثوق في القارة الإفريقية، وتسعى إلى توسيع حضورها في المنطقة عبر بوابة الرباط. وبينما جاء الموقف الكوري الجنوبي بلغة دبلوماسية محسوبة، فإنه لا يخلو من إشارات دعم واضحة للموقف المغربي في ملف الصحراء. هذا التحول لا يعكس فقط رغبة كوريا الجنوبية في تعزيز علاقاتها الإفريقية، بل يعكس أيضاً اتجاهاً عالمياً متنامياً نحو تبني مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع الإقليمي. وفي ظل هذا التقارب، تتابع إسبانيا—التي لطالما كانت لاعباً مركزياً في هذا الملف—المستجدات عن كثب، في ظل مخاوف من تغير موازين القوى والتحالفات الدبلوماسية في المنطقة.