اختارت جميلة سلومي، بمعية أربع نساء أخريات، تأسيس "جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان"، بمدينة خريبكة، في أكتوبر الأخير، الذي يصادف اليوم العالمي للسرطان. هي أيضا مصابة بسرطان الثدي، قررت ألا تستسلم للمرض الخبيث، وتنخرط في العمل الجمعوي، الخاص بمرضى السرطان. تشتغل أم ريان ورزان، في مركزها الخاص بالحلاقة والتجميل، قبل أن تترأس الجمعية، التي رأت النور بمدينة تفتقر إلى جمعيات تشتغل في هذا المجال. في الحوار التالي، نتعرف على جميلة، وعلى جمعية الباب الكبير لمرضى السرطان. - كيف جاءت فكرة تأسيس جمعية الباب الكبير للسرطان؟ يختلط الذاتي والموضوعي فيما يتعلق بأسباب ودوافع تأسيس هذه الجمعية. من جهة أولى؛ أنا شخصيا اكتشفت أنني مصابة بسرطان الثدي، منذ ما يقارب السنة، وبطبيعة الحال بمجرد اكتشاف المرأة أنها مصابة بهذا الداء، فإنها تبدأ في البحت عن كل ما يوفر لها المعلومة عن مرض السرطان، أو يوفر لها الدعم النفسي، والمساندة المعنوية سواء من محيطها أو من خارجه. وهنا انتقل إلى العامل الموضوعي، وهو أنني اكتشفت أن إقليمخريبكة بأكمله يفتقر إلى جمعية أو هيئة، تعنى بمرضى السرطان، وهو ما كان أكبر دافع وحافز لي على الأخذ بزمام المبادرة والتعبئة، في صفوف مجموعة من النساء، خصوصا؛ بعض المقربات اللائي تحمسن وأبدين استعدادهن لمشاركتي خوض غمار هذه التجربة وتحقيق هذا الهدف. - ما هو مجال اشتغال الجمعية تحديدا، وما طبيعة الدعم الذي تقدمه للمصابين بالسرطان؟ تهتم الجمعية بجميع أنواع السرطان، سواء ما يصيب النساء، كسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، وما يصيب الرجال، كسرطان البروستاتا والحنجرة والرئتين، وقد خصصت بالذكر أنواع السرطان هذه، سواء لدى الرجال أو النساء، نظرا لأنها تحتاج إلى توعية بأسبابها وإلى التحسيس بمخاطرها على صحة الإنسان وحياته، وهو الدور الذي انطنا به جمعيتنا ونذرنا له أنفسنا. ودور الجمعية لا يتوقف عند حدود تنظيم حملات التوعية، والأيام التحسيسية والقوافل الطبية الدورية للفحص المبكر، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي، في حدود الامكانيات المتاحة للجمعية، وهو ما يعني المصاحبة المستمرة لمريضة ومريض السرطان. - حدثينا عن مصادر تمويل الجمعية؟ بخصوص مصادر تمويل جمعيتنا؛ لازلنا في بداية المشوار، ونعتمد لحدود الساعة في تمويل أنشطتنا على إمكاناتنا الذاتية، ومساهمات محدودة ممن يشاركوننا نفس الهم. ونعتقد في جمعية الباب الكبير، أن رهاننا؛ في تقوية قدرة الجمعية للجواب على انتظارات مريضة ومريض السرطان، لا يتوقف فقط على توفير الموارد المالية، بل ربما أهم منه تنظيم وعقد شركات مع فاعلين ومختصين في المجال الطبي، ذي الصلة بعلاج مرض السرطان، سواء تعلق الأمر بمراكز انكولوجيا، أو مختبرات طبية، أو مراكز الأشعة، وهو ما يساهم في توفير العلاج بكلفة أقل، لفائدة شريحة عريضة من المصابين والمصابات، خاصة ممن لا يتوفرون على تغطية صحية. ولا بد من الإشارة؛ أن جمعيتنا ومنذ اعلان تأسيسها، ومن خلال ما قامت به من أنشطة لم تلاقي إلا الدعم والمساندة والتشجيع، من جميع الجهات، سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية، وعلى رأسها السيد عامل إقليمخريبكة، أو من الفاعلين في مجال الصحة وعلى رأسهم المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، وكذا ممثلي الساكنة وأطياف المجتمع المدني. وكما قلت سلفا؛ ونظرا لافتقار الإقليم لهيئات وجمعيات تهتم بمرضى السرطان، ولكوننا جمعية حديثة، فإننا لا نتوفر على قاعدة بيانات، توفر لنا معطيات واحصائيات مضبوطة حول داء السرطان وانتشاره وأنواعه. وأعتقد أن هذه من أهم المهام التي ستتكفل بها جمعيتنا، حتى يتسنى لنا معرفة حجم هذا الداء في مجتمعنا، وبالتالي؛ تحديد حجم الإمكانات وأنواع وسائل التصدي حتى يكون فعلنا ناجعا.