شهد النزاع القضائي المرتبط بأغنية "إنتي باغية واحد" تطورا جديدا، بعدما قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمراكش متابعة الموزع الموسيقي المعروف ب"دي جي فان" بتهمة التهديد في حق الفنان سعد لمجرد، مع إبقائه في حالة سراح. ويأتي هذا المستجد في إطار ملف طويل ومعقد بين الأطراف المتدخلة في العمل الفني، يتمحور أساسا حول تقاسم الحقوق المالية والفنية للأغنية. وتعود بداية الخلاف إلى سنة 2019، حين اتهم الملحن محمد الرفاعي وكاتب الكلمات سمير المجاري الموزع الموسيقي بالاستحواذ على الحقوق المادية والفكرية للعمل، قبل أن ينضم إليهما سعد لمجرد في سنة 2024، بعد اعتباره أن توقيعه استُعمل بطريقة غير سليمة في عقود مرتبطة بتوزيع الأغنية على الصعيد العالمي. وجاء قرار المتابعة عقب انتهاء الضابطة القضائية من أبحاثها واستماعها لجميع الأطراف، ليُحال الملف على النيابة العامة التي قررت متابعة المشتكى به وتقديمه أمام المحكمة للنظر في التهم وفق المقتضيات القانونية. وبحسب ما أوضحه دفاع سعد لمجرد، فإن تحريك المتابعة جاء بعد الاطلاع على مختلف الوثائق والمعطيات المتوفرة في الملف، مؤكدا أن الإجراءات المتخذة تندرج ضمن المسار الطبيعي للمسطرة القضائية التي تضمن حقوق جميع الأطراف. وكانت خبرة مالية منجزة في الملف ذاته قد أشارت إلى أن المداخيل المحققة من الأغنية، والتي قُدرت بحوالي مليوني درهم، جرى التصرف فيها بشكل منفرد من طرف "دي جي فان"، دون إشراك باقي أصحاب الحقوق، وفق ما يؤكده دفاع الرفاعي والمجاري. وتبرز وثائق الملف أن عائدات المنصات الرقمية، مثل يوتيوب وسبوتيفاي، تشكل جزءا مهما من الخلاف بين الأطراف، الذين يتبادلون الاتهامات بشأن نسب الاستفادة وشروط استغلال العمل تجاريا وفنيا. في المقابل، يؤكد مقربون من "دي جي فان" أن الملف حُسم سابقا لصالحه، معتبرين أن ما يروج بشأنه مجرد مزاعم لا دليل عليها، دون الخوض في تفاصيل إضافية.