استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، يوم الاثنين، سفير الجزائر في المغرب، حيث أجرى الطرفان مباحثات حول العلاقة بين البلدين، وموقف الجزائر تجاه مبادرة إحداث آلية سياسية للحوار والتنسيق، التي دعا لها جلالة الملك في خطابه الأخير. وأعقب اللقاء، بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، كشفت فيه أن هذا اللقاء يأتي "بعد عدة مبادرات، رسمية وغير رسمية تم القيام بها دون جدوى، على مدى عشرة أيام، قصد ربط الاتصال مع السلطات الجزائرية على مستوى وزاري". وأشار البلاغ ذاته، أن المغرب جدد الإعراب عن رغبة المملكة المغربية في معرفة الموقف الرسمي للسلطات الجزائرية تجاه مبادرات إحداث آلية سياسية للحوار والتنسيق مع الجزائر. وعن خلفيات وسياق المباحثات بين دبلوماسيي البلدين، قال المحلل السياسي، كريم عايش، إن هذا اللقاء يندرج في إطار التواصل المفتوح الذي ما فتئت الخارجية المغربية تباشره مع مختلف دول القارة الإفريقية بمختلف مواقفها من الوحدة الترابية، للمملكة وذلك في مسعى ترك سياسة الكرسي الشاغر. وأشار المتحدث لموقع القناة الثانية، أن " اللقاء يرتبط أساسا، بالدعوة الملكية لفتح الحوار المباشر بين المغرب والجزائر والتي ردت عليها الجزائر بالدعوة لعقد لقاء على مستوى وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي، وجاء لتوضيح الدعوة المغربية لفتح حوار ثنائي و ليس في إطار إقليمي وبحضور الطرفين أي المغرب والجزائر وليس عدة أطراف". وأوضح المحلل السياسي، أن اللقاء "كان فرصة لتوضيح جدية الدعوة على اعتبارها استشرافا لمستقبل مشترك بين شعبين يملكان نفس الخصائص والمكونات في إطار مصلحة مشتركة ستعود بالنفع على الجميع وترسم طريقا مستقبليا زاهرا يؤسس لقطب جيو إستراتيجي هام". وكشف كريم عايش، أن المغرب منخرط في كل المبادرات و الميكانيزمات الإقليمية والقارية القاضية بتحقيق علاقات متوازنة ومفيدة لكل الأطراف؛ وفي هذا الإطار، يضيف المتحدث، عبر الوزير عن انتظارات المملكة من الدعوة للحوار المباشر ومن النظام الجزائري والشعب الجار عبر مكوناته المدنية، ليرسم خارطة مستقبلية واضحة تبعث إشارات لا تخطئها العين حول التغيرات والمستجدات لما فيه خير الشعبين الشقيقين".