أدانت غرفة الجنايات الابتدائية بفاس، مهاجرا مغربيا بهولندا، مشتبها في نشره داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) بين فتيات المدينة، بسنتين حبسا نافذا لأجل «إعداد منزل للدعارة والفساد واستهلاك المخدرات القوية»، بعد مناقشة ملفه في أول جلسة بعد أسبوعين من تعيينه. وبرأت المتهم العاطل عن العمل، من مواليد 1980 بويرت الهولندية، من جناية "التسميم" التي توبع بها طبقا للفصل 398 من القانون الجنائي الذي تصل عقوبته إلى الإعدام، فيما أدينت 3 فتيات شاركهن الفراش وتوبعن في حالة سراح مؤقت، بشهرين حبسا موقوف التنفيذ لأجل جنحة "الفساد". واعتبر تقرير مختبر مختص بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، حاسما في إسقاط هذه الجناية عنه، بتأكيده أن الفيروس غير قابل للكشف، أي أنه خامد لا يمكن أن يؤذي حامله غيره إن بالممارسة الجنسية أو غيرها، طالما أنه يتناول الأدوية اللازمة للعلاج، التي إن أوقفت لمدة سيكون الخطر أكبر. من حسن حظ المتهم أن التحليلات التي أخضعت إليها الفتيات اللائي ضاجعهن، جاءت سلبية، كما تلك الدقيقة التي أجريت عليه في 30 ماي، عكس التحليلات الدموية المجراة عليه مباشرة بعد اعتقاله، من قبل الطاقم الطبي المختص بقسم الأمراض المنقولة جنسيا بالمستشفى نفسه، المؤكدة لإصابته بالداء. واتضح أن المتهم الذي اعتقل بهولندا وأدين 3 مرات لأجل السرقة ومحاولتها، اكتشف إصابته بالفيروس في 2009 إثر فحص روتيني قامت به المؤسسة الصحية للسجن الذي أودع فيه، قبل أن تتكلف السلطات الهولندية بعلاجه. ومنذ اكتشاف إصابته أدمن المتهم، الذي دخلت الجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا على الخط في ملفه ومكنته من ملابس مختلفة، على ارتياد مواخير الدعارة بهولندا لمعاشرة محترفات الجنس، بعدما أصيب بعقدة نفسية جعلته يحقد على كل النساء بمن فيهن والدته وأختاه، اعتقادا أنهن وراء إصابته. بعد الإفراج عن المتهم من سجن بهولندا، تردد مرارا على مومسات بهذا البلد، واقعهن دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة واستعمال الوسائل الوقائية من عازل طبي وغيره، بنية نقل الفيروس إليهن، ما فعله بمجرد وصوله إلى المغرب في 6 أبريل في أول زيارة له منذ إصابته قبل 7 سنوات من ذلك. وحسب دفاعه فإن ظروف وشروط الفصل 398 من القانون الجنائي، الذي توبع به، لم تكتمل في غياب عنصر الإيذاء أو الموت الموجب للعقوبة المنصوص عليها فيه، مؤكدا سلامة الفتيات المتابعات في الملف نفسه، من هذا الفيروس الفتاك، بموجب الخيرات التي أخضعن إليها مباشرة بعد اعتقالهن تباعا. وأقر المتهم الذي عاد إلى فاس لإدارة أملاك والده المتوفى بعد طلاقه من والدته، بممارسة الجنس مع فتاتين متابعتين، دون المنظفة التي نفى مضاجعتها بداعي أنها أعدت طعامه، عكس اعترافها تمهيديا بمشاركته الفراش في 3 مرات بعدما تعرف عليها بداعي تنظيف منزله رفقة فتاتين. وكشفت الخبرة التي أجريت على الهواتف الستة المحجوزة لديه بعد اعتقاله ومنظفة من داخل فيلاه بحي بدر، من قبل المختبر الجهوي لتحليل الآثار الرقمية بولاية أمن فاس، اتصاله بعدة فتيات بعضهن يكن لهن ضغينة ويتمنى لهن أخطر الأمراض بما في ذلك والدته وأفراد أسرته. وأقر المتهم بممارسة الجنس مع ضحاياه دون استعمال العازل الطبي أو أي وسيلة وقائية، إلا واحدة تعرف عليها في ملهى ليلي بطريق مكناس، ألزمته على ذلك، وبررت إلحاحها أمام هيأة الحكم ب"شفتو ماشي طبيعي"، سيما أنه أدمن استهلاك المخدرات القوية بهولندا، قبل أن يعدل عن ذلك بالمغرب. واستخرج من هواتفه صورتين واحدة تظهر فيها امرأة نصف عارية ممددة فوق سرير لا يغطي جسمها إلا منشفة بيضاء ويد رجل فوق نهديها بها ساعة يدوية حمراء ظل المتهم يضعها في يده اليسرى حتى أثناء محاكمته أمام غرفة الجنايات، وصورة ثانية لكيس يحتوي على مسحوق أبيض (كوكايين). حميد الأبيض (فاس)