1. الرئيسية 2. تقارير مالي تُعلن عن تصفية الجزائري "أبو الدحداح" في هجوم استهدف تنظيمات موالية لتنظيم "داعش" شمال البلاد الصحيفة من الرباط الأثنين 30 يونيو 2025 - 16:50 أعلنت السلطات المالية عن تصفية القيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية في الساحل" المعروف باسم "أبو الدحداح" ذو الجنسية الجزائرية، خلال عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة المالية ضد مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "داعش"، أمس الأحد، في بلدة تُدعى "شماّن" تقع شمال شرقي البلاد. وحسب الصحافة المالية، فإن العملية التي نُفذت على بعد 38 كيلومترا شمال مدينة ميناكا، أسفرت عن تحييد ستة مقاتلين، من بينهم "أبو الدحداح"، الذي يُعتبر من أبرز القيادات الأجنبية في صفوف التنظيم، وفق ما أكدته عدة مصادر أمنية وقنوات متخصصة في تتبع أنشطة الإرهاب بمنطقة الساحل. وأشارت المصادر نفسها إلى أن "أبو الدحداح" كان يشغل دورا مهما داخل التنظيم من الناحية الإيديولوجية والتقنية، خصوصا في ما يتعلق بتصنيع العبوات الناسفة اليدوية، ويُعتقد أنه متورط في سلسلة من الهجمات عبر الحدود بين ماليوالنيجر. ووفق المصادر الإعلامية المالية، فإن هذه العملية جاءت ضمن جهود متواصلة للقوات المسلحة المالية لاستهداف تحركات التنظيمات الموالية لتنظيم "داعش" في المناطق الشمالية الشرقية، وتحديدا في منطقتي ميناكا وليبتاكو، حيث لا تزال تلك التنظيمات تحتفظ بموطئ قدم رغم الضربات المتكررة. وأضافت نفس المصادر، أنه بعد هذه العملية، أعلن قيادي يُدعى "أوبيل" في تنظيم "داعش" عن استسلامه أمس الأحد للقوات المالية، مشيرة إلى أنه كان ينشط في دائرة أنصونغو، قبل أن يسلّم نفسه طوعا للسلطات المالية في بلدة تيسيت، التابعة لمنطقة غاو، رفقة عشرة من عناصره المسلحين. ولفتت الصحافة المالية إلى أن منطقتي ميناكا وأنصونغو شكلتا منذ سنوات مسرحا لنشاط مكثف لتنظيم "الدولة الإسلامية في الساحل"، الذي خاض مواجهات متكررة مع جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، الفرع المحلي لتنظيم "القاعدة" في المنطقة. وأضافت في هذا السياق، أنه في السنوات الأخيرة عرف تنظيم "الدولة الإسلامية" تراجعا في نفوذه في مناطق ليبتاكو، نتيجة تصاعد نفوذ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التي استفادت من استراتيجيتها القائمة على الانغراس المحلي وبناء الحاضنة الشعبية. إلا أن تنظيم "الدولة الإسلامية في الساحل"، وفق المصادر نفسها، الذي بات يُعرف رسميا بهذا الاسم بعد أن كان يُعرف ب"EIGS"، ما زال يحتفظ بقدرة عالية على تنفيذ هجمات دموية، لا سيما في النيجر، حيث قُتل 34 جنديا نيجريا في هجوم استهدف منطقة بانيبانغو يوم 19 يونيو 2025. كما واصل التنظيم، بحسب الصحافة المالية دائما، تنفيذ عملياته في بوركينا فاسو، خصوصا في المناطق الشرقية المحاذية للحدود، ما يعكس استمراره في تنفيذ استراتيجية التوسع الجغرافي رغم الضغوط العسكرية عليه. ونقلت الصحافة المالية تحذيرات محللين أمنيين من احتمال حدوث إعادة هيكلة عابرة للحدود بين فصائل تنظيم "داعش" في المنطقة، إذ يُرجح أن يسعى "تنظيم الدولة الإسلامية في الساحل" إلى التنسيق مع فرع "داعش" في غرب إفريقيا (ISWAP)، النشط في نيجيريا وحول بحيرة تشاد. كما يرى مراقبون، وفق المصادر ذاتها، أن مثل هذا التقارب بين الفصائل قد يمنح التنظيم دفعة جديدة داخل الأراضي المالية، خاصة مع تصاعد الضغوط عليه في معاقله الأصلية، ما يجعله أكثر ميلا لإعادة الانتشار وفق تحالفات جديدة. وبينما اعتُبرت تصفية "أبو الدحداح" واستسلام "أوبيل" نجاحين تكتيكيين مهمين للقوات المسلحة المالية، فإن الأثر الاستراتيجي لهذه العمليات لا يزال مرتبطا بقدرة الدولة على بسط الاستقرار الدائم في المناطق المتضررة، وفق المصادر الإعلامية المحلية.