1. الرئيسية 2. المغرب الكبير خاص - أشغال مكثفة داخل مقر السفارة الجزائريةبالرباط.. هل هو تمهيد لفتح باب الدبلوماسية مُجددا بعد سنوات من القطيعة؟ الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الخميس 31 يوليوز 2025 - 14:31 رَصدت "الصحيفة" خلال الأيام القليلة الماضية حركة غير اعتيادية بمقر السفارة الجزائرية في وسط العاصمة المغربية الرباط، حيث انطلقت أشغال ترميم وصيانة شاملة للبناية المهجورة منذ إعلان الجزائر قرارها الأحادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في صيف سنة 2021. الأشغال، التي انطلقت قبل نحو أسبوع، بحسب ما عاينته "الصحيفة"، تجري بوتيرة متسارعة وتشمل إصلاحات في الواجهة وإعادة طلاء الجدران وتنظيف الفضاءات الداخلية، في مشهد يوحي بإعادة الروح لبناية دبلوماسية تحولت منذ سنوات إلى مقر مهجور عقب تسريح موظفي التمثيلية الجزائرية. ورغم غياب أي بلاغ رسمي من وزارة الخارجية الجزائرية بشأن طبيعة هذه الأشغال، إلا أن تحركا من هذا النوع لا يمكن فصله عن سياقات سياسية دقيقة، خصوصا أن الجزائر ظلت منذ قرار قطع العلاقات سنة 2021، ترفض حتى مجرد إجراء إصلاحات جزئية على المبنى، ما يُعيد طرح السؤال حول ما إذا كانت الجزائر تُمهّد فعليًا لإعادة بعث قنوات التواصل الدبلوماسي مع الرباط، أم أن المسألة لا تتعدى "صيانة روتينية" لممتلكات دولة أجنبية. ويأتي تحرك الجزائر لترميم مقرها الدبلوماسي بالرباط في لحظة تتقاطع فيها إشارات رمزية ودبلوماسية متعددة، إذ استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة، المعروف بدعمه الصريح لمغربية الصحراء، وهي زيارة تحمل دلالات لا يمكن إغفالها في هذا التوقيت، حيث ظل بوجدرة لسنوات محسوبا على التيار الثقافي المناصر لوحدة التراب المغربي، وشخصية "مُحرِجة" في الخطاب الرسمي الجزائري. كما يتزامن هذا التحرك مع تصاعد دعم عدد من العواصم الأوروبية الوازنة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ما يجعل من خطوة ترميم السفارة مؤشرا على "براغماتية" جديدة في تعاطي الجزائر مع هذا الملف الشائك، وربما تمهيدا لتليين الموقف تجاه الرباط تحت ضغط المتغيرات الدولية، لاسيما بعد زيارة مبعوث الرئيس الأميركي إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، للجزائر ولقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. ومنذ قرار غلق سفارتها بالرباط، أبقت الجزائر على تمثيل قنصلي محدود يقتصر على قنصليتها العامة بالدار البيضاء، بينما لم تتوقف المملكة عن التأكيد بأن قرار قطع العلاقات كان أحاديا من طرف الجزائر، وليس ردا على أي خطوة مغربية، ما يجعل من أي إشارة إلى "العودة" موضع رصد خاص لدى المغاربة والجزائريين. ويتزامن ذلك، مع ماورد في خطاب الملك محمد السادس أول أمس، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، حيث قال "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف، كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".