1. الرئيسية 2. المغرب رحيل صالح حشاد.. طيار "الميغ" و"إف 5" الذي قاده انقلاب 1972 إلى جحيم تازمامارت الصحيفة - إسماعيل بويعقوبي الأحد 14 شتنبر 2025 - 11:07 توفي أمس السبت، بمدينة القنيطرة الطيار المغربي السابق صالح حشاد، أحد أبرز الطيارين العسكريين في تاريخ المملكة والذي أمضى سنوات طويلة من الاعتقال في سجن تزمامارت، تاركا إرثا كبيرا وتجربة شخصية استثنائية ارتبطت بمحاولات الانقلاب الفاشلة سنة 1972 وكان من بين ضحايا سجن تازمامارت. ولد حشاد عام 1938 في قرية أولاد إيعيش ببني ملال، في أسرة متوسطة، وشهدت طفولته أحداث العنف خلال الاحتلال الفرنسي، حيث نجا بأعجوبة من طلقات طائرة حربية استخدمتها القوات الفرنسية لقمع ثورة في مدينة خريبكة، وهو ما ألهمه أن يصبح طيارًا. والتحق بالمدرسة العسكرية بمراكش عام 1957، ثم ابتُعث إلى فرنسا لإتمام تدريبه على الطيران الحربي، وتخرج عام 1959، ليصبح من بين أول الطيارين المغاربة الذين قادوا طائرات "الميغ" السوفياتية التي أهديت للملك محمد الخامس عام 1960، وكان آخر من ودع هذه الطائرات في استعراض جوي عام 1965 بعد التحول العسكري نحو التحالف مع الولاياتالمتحدة. تميز مساره حين أُرسل للتدريب على الطائرات الأميركية F5 فائقة السرعة في قاعدة "فنس إيرفورس" بأوكلاهوما، حيث تفوق على زملائه الأميركيين وحصل على أعلى درع عسكري يُمنح للطيارين المقاتلين، ثم عاد إلى المغرب ليواصل مهامه في قاعدة القنيطرة الجوية، قبل أن يعود مرة أخرى للولايات المتحدة عام 1968 لمتابعة الدراسات المتقدمة في الكلية الجوية بقاعدة مونتغمري بألاباما، وكان الطيار الأجنبي الوحيد الذي شارك بطائرته في حفل التخرج تقديرا لبراعته وتفوقه. تدرج حشاد بعد عودته في مسؤولياته من قائد سرب إلى قائد فيلق جوي، ثم رئيسًا للعمليات في قاعدة القنيطرة، حتى شهدت حياته نقطة تحول حاسمة في 16 أغسطس 1972، حين قاد سرب الطائرات الذي رافق طائرة الملك الحسن الثاني القادمة من فرنسا، لتتعرض لمحاولة انقلابية من قبل ثلاثة طيارين، أطلقت نيرانها على الطائرة المدنية، ورغم إصابتها البليغة، تمكن الطاقم من الهبوط، ونجا الملك من المحاولة الانقلابية التي قادها الجنرال محمد أوفقير، بعد عام من محاولة انقلاب الصخيرات عام 1971. عقب الفشل، شملت الاعتقالات حشاد وعددا من الضباط والطيارين، وأُعدم كثير منهم، بينما قضى حشاد 18عاما في سجن تزمامارت، حيث وثق لاحقًا معاناته وتجربته في شهادات وكتب، لتصبح قصته رمزًا للصمود والكفاح في مواجهة سنوات الرصاص وتبعات الانقلابات الفاشلة. بعد الإفراج عنه، كرّس حشاد حياته لتوثيق تاريخ سلاح الجو المغربي، ونقل خبراته للأجيال الجديدة، محافظا على إرثه العسكري والوطني، ومثبتًا مكانته كرمز للبطولات الجوية والتضحيات الشخصية، وواحد من أعلام التاريخ العسكري والسياسي للمغرب.