1. الرئيسية 2. افتتاحية الحرب "القذرة" على الاختلاف افتتاحية - هيئة التحرير الجمعة 21 نونبر 2025 - 13:04 ما نشره الصحافي حميد المهداوي من مقاطع فيديو مسربة ل"لجنة الأخلاقيات" بالمجلس الوطني للصحافة، يُعدّ فضيحة وجريمة أخلاقية وقانونية كاملة الأركان في حق البلاد، ومهنة الصحافة، ومن يديرها. محتوى المقاطع التي نشرها المهداوي يُشكّلُ صكّ اتهام مباشر، قانونيًا وأخلاقيًا، لمن يديرون قطاع الصحافة و"أخلاقياتها" بشكل مقزز في هذه البلاد، حتى صار الكلام النابي، والتحريض، والقتل الرمزي والمعنوي والمادي في حق الصحافيين أسلوبًا متداولًا لهذه اللجنة. لقد أصبح من واجب النيابة العامة فتح تحقيق عاجل مع أعضاء هذه اللجنة، المتهمين بالتدخل في الأحكام القضائية، وفق ما جاء في التسريبات المنشورة صوتا وصورة. متابعة هذه المقاطع المُسربة، وكيف تُدار مصائر الصحافيين المغاربة، وكيف تُنسج أحكام إعدام رمزية لمنحهم البطائق المهنية، وتوجيه الدعم العمومي للمؤسسات الإعلامية، تكشف الطرق المقززة التي تُدار بها هذه المهنة داخل المجلس الوطني للصحافة. يُدخلنا هذا الواقع المُرّ والبئيس في خندق مظلم حول مصير مهنة كان البعض، حتى وقت قريب، يعتقد أنها في أيدٍ أمينة، بعد أن ادعى أعضاء لجنة الأخلاقيات في المجلس الوطني للصحافة، أنهم "حراس المعبد" و"حماة الأخلاق" والقيم، وحريصون على مستقبل مهنة تُشكل جزءًا أصيلاً من الوعي الجماعي للمجتمع. ما حِيك في حق المهداوي، سواء اتفقنا مع مساره وطريقة تقديمه للمحتوى الإعلامي أو اختلفنا معه، يُعدّ حربًا لا أخلاقية ولا مهنية، مُدانة، وغير قانونية. لقد نُصبت له المشانق، ووُجهت إليه المدافع لاغتياله رمزيًا ومهنيًا وماديًا، دون مبرر مقنع سوى حقد دفين، وكُره باذخ، وفساد أخلاقي ظاهر. اليوم، إن لم تتحرك مؤسسات الدولة، القضائية تحديدًا، لفتح تحقيق جدي في هذا التسريب الذي يُعدّ بمثابة رصاصة قاتلة لكل ثقة في مؤسسات الدولة، وللتدقيق في مصيرنا المجهول الذي أصبح في أيدٍ غير أمينة لأشخاص يخشون تطور المهنة أكثر مما يخشون تدهورها، وتحرير هذا المهنة من قبضة هذه الفئة الخانقة... حينها، كمؤسسات إعلامية، علينا أن نعلن موت "الثقة" بشكل كامل، وإكرام الميت دفنُه.