وفاة طفل في السادسة وإنقاذ 22 قاصرا على متن قارب للهجرة خرج من الحسيمة

بعد أيام قليلة من فاجعة سواحل المحمدية التي أودت بحياة العشرات من المهاجرين غير النظاميين، انطلق من سواحل الحسيمة "قارب موت" جديد، حمل هذه المرة 23 قاصرا إلى جانب العشرات من البالغين، والذين انتهى بهم المطاف تائهين وسط البحر الأبيض المتوسط.
وأكدت السلطات الإسبانية أن مصالح الإنقاذ تدخلت لانتشال العشرات من المهاجرين غير النظاميين المتحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بعد توصلها بمعلومات من طرف منظمات غير حكومية تؤكد خروج قاربهم من سواحل إقليم الحسيمة صباح اليوم الجمعة.
ووفق ما كشفت عنه وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، فإن قاربا للإنقاذ وطائرة مروحية تدخلا لإنقاذ 66 شخصا كانوا على متن القارب المتجه نحو ساحل "مورتيل" بغرناطة، ويتعلق الأمر ب30 رجلا و13 امرأة و23 قاصرا.
وحاولت المروحية إنقاذ حياة طفل في السادسة من عمره كان برفقة والدته، والذي انخفضت درجة حرارته إلى أقل من 36 مائوية، ما أدى إلى انخفاض كبير في نبضات قلبه، ليتم حمله رفقة أمه بواسطة المروحية، لكنه توفي قبل الوصول إلى المستشفى بمدينة ألميريا.
ووفق المعطيات المتوفرة فإن القارب الذي غادر صباحا السواحل المغربية ظل تائها وسط البحر إلى حدود الساعة الخامسة و25 دقيقة بالتوقيت الإسباني، حيث تم رصده من طرف السلطات الإسبانية التي بعثت دورية إنقاذ على متنها طاقم طبي، وتم نقل المهاجرين الذين تم إنقاذهم، بمن فيهم القاصرون إلى ميناء ملقة، حيث تم استقبالهم من طرف متطوعي منظمة الصليب الأحمر.
وكانت محاولات الهجرة غير النظامية التي تنطلق من سواحل إقليمي الناظور والحسمية باتجاه "بحر البوران" الذي يفصل السواحل الشمالية للمملكة عن ألميريا وغرناطة ومالقا، قد تزايد بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، وأضحت تشكل صداعا في رأس السلطات المغربية والإسبانية.
وفي ظل الحراسة المشددة على الحدود التي تفصل مدينة مليلية المحتلة عن إقليم الناظور أضحت الهجرة عبر تلك المنطقة من حوض البحر الأبيض المتوسط خيارا بديلا للمهاجرين غير النظاميين من مختلف الجنسيات، إذ في أواخر شهر غشت الماضي فقط تصدت البحرية الملكية للمئات من المهاجرين الذين خرجت قواربهم بشكل متتال من سواحل الحسيمة.