بدأ حزب "فوكس" الإسباني المنتمي لليمين المتطرف، حربا ضد المنتجات المغربية التي تدخل إلى إقليم الأندلس، والتي يواجه فيها الحكومتين الإقليمية والمركزية، حيث يطالب بوضع حد لدخول الواردات الفلاحية المغربية التي يعتبر أنها تستخدم في عمليات "احتيال" داخل إسبانيا من خلال إعادة تعبئتها لتبدو وكأنها منتجات إسبانية، وهو الأمر الذي يقول إن من شأنه أن "يدمر" الفلاحة الإسبانية في جنوب البلاد. وتحرك الحزب اليميني الشعبوي داخل برلمان منطقة الأندلس ذاتية الحكم، اليوم السبت، لمهاجمة وزيرة الفلاحة والثروة السمكية والتنمية القروية بالحكومة الإقليمية، كارمين كريسبو، المنتمية لحليفه الحزب الشعبي، حيث اتهمها ب"عدم الشفافية" بسبب رفضها توفير المعلومات المتعلقة بملفات الشركات الإسبانية المتضررة من استيراد المنتجات الفلاحية المغربية وإعادة تعبئتها، الأمر الذي يصفه ب"العمل الاحتيالي"، التي تتحكم مسؤوليته حكومة مدريد أيضا. ووفق ما قاله نائب المتحدث باسم الحزب في إقليم الأندلس، رودريغو ألونسو، فإن الوزيرة المعنية "تخفي شيئا" دفعها لعدم الكشف عن المعلومات المطلوبة، داعيا إلى إعلان قائمة كل الشركات المتورطة في "الخراب" الذي يعيشه القطاع الفلاحي بالأندلس، وتحديدا بمنطقة ألميريا، وأضاف أن قرى الجنوب الإسباني تعاني من أضرار لا يمكن إصلاحها بسبب استيراد المنتجات المغربية وإعادة تسميتها ووضع العلامة الإسبانية عليها على الرغم من عدم مطابقتها للمعايير الأوروبية. وقضية وجود شركات إسبانية تقوم باستيراد منتجات مغربية ثم تقوم بإعادة تغليفها لتسويقها في إسبانيا وأوروبا على أنها بضائع إسبانية، ليس أمرا جديدا، وسبق أن وضل النقاش حوله إلى المفوضية الأوروبية المكلفة بسلامة الأغذية التابعة للاتحاد الأوروبي، والمسؤول عنه هي الشركات المنتشرة في إقليم الأندلس التي تستورد تلك السلع من المغرب بشكل قانوني، ما يعني أن المصدرين المغاربة لا يتحملون المسؤولية عن تلك العمليات "الاحتيالية". غير أن "فوكس" يرى أن الحل يجب أن يوجه ضد المغرب بتشديد موانع دخول بضائعه، وهي فكرة أصبحت تُردد كثيرا من طرف الأوساط اليمينية جنوب إسبانيا، والتي تسببت في تجاوزات خطيرة، إذ في فبراير الماضي عادت ظاهرة اعتراض طريق شحنات المنتجات الفلاحية المغربية بمدينة إليخيدو، حين هاجم أشخاص مخزنا تابعا لشركة متخصصة في توزيع المنتجات المغربية وكتبوا على جدرانه عبارات عنصرية ضد المغاربة وأخرى تصف المستوردين الإسبان ب"الخونة".