أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن سنة 2025 تكتسي طابعا استثنائيا في مسار قضية الصحراء المغربية، بالنظر إلى الزخم الدولي والتحولات الجيوسياسية التي تفتح آفاقا واعدة لحسم هذا الملف، بفضل الرؤية الملكية. وجاء ذلك خلال العرض السياسي الذي قدّمه بركة في أشغال الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني للحزب، المنعقدة أمس السبت 17 ماي 2025، بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا.
وفي كلمته، شدد بركة على التزام الحزب الراسخ بمواكبة الدينامية الوطنية والإصلاحات الكبرى التي تعرفها المملكة، من خلال المساهمة في تعزيز الدولة الاجتماعية، والمشاركة الفاعلة في مشاريع استراتيجية، أبرزها مشروع أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي، والمبادرة الأطلسية التي تجمع الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي.
وفي الجانب الاجتماعي، أقر بركة بصعوبة تحقيق هدف خلق مليون منصب شغل كما نص عليه البرنامج الحكومي، إلا أنه أكد تسجيل تقدم ملموس على عدة مستويات، منها الرفع من الأجور بزيادة 500 درهم في يوليوز 2024، وزيادة مماثلة مرتقبة في يوليوز 2025، إلى جانب تقليص الفوارق المجالية وتحسين ظروف العيش وتعزيز التشغيل.
وأشار إلى أن حزب الاستقلال لعب دورًا محوريًا في بلورة هذه المكاسب الاجتماعية على أرض الواقع، من خلال قوة اقتراحية ومرجعية اقتصادية واجتماعية تعادلية، ساهمت في صياغة السياسات العمومية وتنفيذها رغم التحديات الدولية.
كما نوّه بركة بالتقدم المحرز في قطاعات الصحة والتعليم والتعليم العالي، مبرزًا الرفع من ميزانياتها، بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية الكبرى مثل ربط نهر سبو بسد المسيرة، وتوسيع الشبكة الطرقية، وبناء ميناء الداخلة الأطلسي الذي يُرتقب أن يشكل بوابة اقتصادية نحو العمق الإفريقي في أفق 2028، ومشاريع الربط السككي.
كما جدد الأمين العام لحزب "الميزان" رفضه الانخراط في أي سباق أو صراع انتخابي مبكر قبل موعد الاستحقاقات التشريعية المرتقبة في 2026، معتبرا أن مثل هذا السلوك يهدد التماسك الحكومي ويُعيق تنفيذ البرنامج الحكومي ويضر بمصالح المواطنات والمواطنين.
وأكد بركة أن الحزب منكب على تجديد تنظيماته وهيئاته المحلية والجهوية، في إطار الدينامية المؤطرة بمخرجات المؤتمر العام الثامن عشر، مشيرًا إلى أن الهدف هو تجديد غالبية الفروع قبل أكتوبر المقبل، وإفراز نخب جديدة قادرة على رفع تحديات المرحلة، وتحقيق تحول نوعي يعزز مكانة الحزب في المشهد السياسي.
كما دعا إلى رفع نسق التعبئة والثقة في العرض الاستقلالي، من أجل التموقع في صدارة المشهد السياسي والمساهمة في قيادة المغرب نحو مزيد من التحول والتنمية.