تأخر التساقطات يقلق المزارعين ومربي الماشية من موسم فلاحي صعب    المغرب يتجه نحو نمو أكثر توازناً في النصف الثاني من 2025 مع تباطؤ طفيف بعد طفرة الربيع    "جيتكس غلوبال" يبرز مستجدات الحلول الذكية ومستقبل الأصول الرقمية    مشاكل تقنية تربك بيع "تذاكر الكان"    "المجلس الإقتصادي والإجتماعي": الدعم الحكومي للصحافة عام 2024 بلغ 325 مليون درهم وعلى الوزارة نشر لوائح المستفيدين    شباب GenZ يقررون استئناف الوقفات الاحتجاجية ويدعون لتوسيع حملة المقاطعة    المغرب يطلق مشروعا جديدا لصناعة محركات الطائرات باستثمار يفوق 3.4 مليارات درهم    من فرنسا... شباب الاتحاد يطلقون "نداء" رفضًا للولاية الرابعة للشكر ول"مسرحية" المؤتمر الوطني    رئيس الحكومة يدعو إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين المرافق العمومية ووسيط المملكة    الرئيس الأمريكي ترامب في قمة شرم الشيخ: تحقق المستحيل وأصبح لدينا أخيرا سلام في الشرق الأوسط    المنتخب المغربي يصطدم بفرنسا في نصف نهائي مونديال أقل من 20 سنة    العثور على جثة بدون رأس بشاطئ الديزة بمرتيل    820 مليون درهم لتحويل ورزازات إلى وجهة مرجعية في السياحة الثقافية المستدامة    اليساري مصطفى البراهمة في ذمة الله    "حماس" تسلم الدفعة الأخيرة من الرهائن    نتنياهو يعلن الغياب عن "قمة مصر"    هيئة حقوقية تطالب بمراجعة قوانين التظاهر ووقف متابعة المحتجين السلميين    وهبي: يبدو أني الوحيد في جهة الأغلبية .. الجميع اختار صف المعارضة    بنسعيد: رهانات 2030 بالمغرب تتطلب تطوير المشهد الإعلامي الوطني    الكشف عن أثمنة تذاكر "كان" المغرب    المغرب يضرب موعدا مع فرنسا في قبل نهائي كأس العالم للشباب    صحيفة إسبانية: المغرب يفرض نفسه كأبرز المرشحين لكأس العالم بعد أداء "لا يمكن وقفه"    بورصة الدار البيضاء تغلق على ارتفاع    برادة: الجيل "زد" ينبّه لإكراهات قائمة.. وميزانية الملاعب لا تعطل الأولويات    توقعات أحوال الطقس غدا الثلاثاء    حملات أمنية تمشيطية واسعة بغابات طنجة وتطوان لتوقيف المهاجرين    فوز 3 علماء بجائزة نوبل في الاقتصاد    منعم السليماني يتألق مع نجوم عالميين    لافونتين المغربي والخطاب السياسي..    معايير منح جائزة نوبل بين التشريف السياسي والاستحقاق الأكاديمي    تمديد آجال الترشيح للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة إلى غاية 20 أكتوبر    دراسة يابانية: الشاي الأخضر يقي من مرض الكبد الدهني    منظمة الصحة تحذر: البكتيريا المقاومة للمضادات تهدد الأرواح    علماء كنديون يكتشفون طريقة بسيطة عن طريق تحليل عينات من أظفار القدم للكشف المبكر عن سرطان الرئة    جائزة نوبل للأدب بيان ضدّ الشعبوية الأوروبية    «بين حبيبات الرذاذ، خلسة صفاء» .. ما بين المبتدأ وشبه الجملة، ينهمر شعر مينة الأزهر    إدغار موران: فيلسوف العصر العاشق للحمراء    ولد الرشيد: حرية الصحافة وسيلة لمحاربة الفساد وشرط أساسي لبناء الثقة بين المواطن والدولة    الصين: ارتفاع الصادرات بنسبة 8,3 بالمائة في شتنبر رغم التوترات التجارية مع واشنطن    روسيا–إيران–الجزائر.. صفقات تسليح سرية: وصحيفة إيطالية تؤكّد أن المثلث العسكري الجديد يُقلق الغرب    الرئيس الصيني يدعو إلى مسيرة جديدة لتحقيق المساواة وتمكين المرأة عالمياً    المغاربة متوجسون من تداعيات انتشار الأنفلونزا الموسمية خلال فصل الخريف    الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب تعقد جمعها العام العادي    وهبي: نقاتل من أجل المغرب.. وحلمنا رفع كأس العالم    كيوسك الإثنين | تحذيرات من التواطؤ الثابت بين البوليساريو والجماعات الإرهابية    مصرع عون مساعدة بشركة الطرق السيارة في حادثة سير بالقنيطرة    الملك يشرف اليوم على تدشين مصنع لصناعة أجزاء الطائرات بالدار البيضاء    البرلمان يمطر حكومة أخنوش بأسئلة حارقة حول جودة التعليم ومآل مكافحة الفساد عشية احتجاجات شباب Z    إيطاليا.. العداء المغربي الحسين العزاوي يتوج بطلا للعالم في سباق "غولدن تريل ورلد سيريز"    الفلبين: زلزال بقوة 5,8 درجة يضرب جزيرة سيبو    نجيب أقصبي ل "لوموند": حركة "جيل زد" نتيجة مباشرة ل "رأسمالية التواطؤ" في المغرب التي سحقت الفقراء والطبقة الوسطى    نظام آلي جديد يراقب حدود أوروبا    العِبرة من مِحن خير أمة..    الإصابة بضعف المعصم .. الأسباب وسبل العلاج    حفظ الله غزة وأهلها    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحميد القضاة المدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب بالاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية ل«التجديد»: الإسلام مقت الكبت وحرم الشيوع الجنسي
نشر في التجديد يوم 15 - 05 - 2013

اعتبر الدكتور عبد الحميد القضاة، الطبيب الأردني المتخصص في الأمراض الجرثومية والأمصال، والمدير التنفيذي لمشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز، التابع للاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، أن التثقيف الجنسي هو عملية تزويد الأبناء بشكل متدرج بكل ما يحتاجون من معلومات صحيحة حول الأجهزة التناسلية في أجسامهم وتطوراتها وتأثيراتها عليهم، جسميا وفكريا ونفسيا وعاطفيا، في جو من الجدية والاحتشام، حسبما تمليه القيم الدينية والاجتماعية مع مراعاة قدراتهم في الاستيعاب، واعتبر القضاة في حوار مع «التجديد»، أن هناك حاجة للاستعجال والإسراع لإنقاذ فلذات الأكباد، وقال «الأنترنيت والفضائيات سبقتنا إليهم، ودخلت معهم إلى غرف نومهم، والذي لم نقله لأولادنا تقوله الفضائيات والمواقع الإلكترونية»، مضيفا، «لابد أن نسرع الخطى ونبحث موضوع التثقيف الجنسي والثقافة الجنسية بمنتهى الوضوح والصراحة ما دمنا بالحدود التي وضعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم»، ويجزم القضاة أن هناك تأخر كبير في موضوع التثقيف الجنسي.
«التجديد» التقت بالدكتور عبد الحميد القضاة، بمناسبة تواجده بالمغرب لتأطير مجموعة من المحاضرات ولتنفيذ دورة تكوينية متخصصة، تنظمها جمعية «تحت العشرين» بمدينة فاس، بالشراكة مع الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية، وحاورته حول مختلف القضايا المرتبطة بالتثقيف الجنسي وقيم العفة.
● حاوره ياسر المختوم
● زرتم المغرب لأكثر من مرة وتتواصلون مع الشباب المغربي في دورات تكوينية عديدة، أي نظرة ترصدونها لواقع الشباب المغربي؟
❍ أولا شكرا لكم في صحيفة «التجديد»، بارك الله لكم، ترصدون الخبر الصادق وتبحثون عن ما يفيد الناس وينفعهم، هذا عمل طيب بوركتم عليه وجزاكم الله خيرا.
الشباب في المغرب كغيرهم من الشباب في العالم العربي والإسلامي، أغلبهم طينتهم وفطرتهم طيبة ومباركة، ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل مولود يولد على الفطرة، يعني الإسلام الذي ارتضاه الله عز وجل للبشر، فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه، فهما أقرب أجزاء البيئة للولد، فإما أن يثبتوه على فطرته فيصبح شابا صالحا مفيدا لوطنه إيجابيا متفاعلا ومتحركا يقوم بواجبه على أتم وجه، وإما أن يبدأ في الانحراف شيئا فشيئا عن الفطرة، وللوالدين الأثر الأكبر في انحرافهم لعدم الاهتمام بهم وإعطائهم الوقت، فالشباب المغربي مثله مثل الشباب العربي بشكل عام، منهم الصالحون ومنهم الطالحون، والغالبية الأعم هم من الناس البرءاء الذين لم تحسن تربيتهم، فإذا وجدوا من يوجههم التوجيه السليم ويرعاهم ويضع خبراته أمامهم ويذكرهم بالله، فإنهم سرعان ما يتقبلوا الأمر ويكتسبوه، وربما هناك بعض التشوهات لمفاهيمهم في بعض المضامين الإسلامية، لكن نوعية الشباب بالنقاش الرزين العلمي الهادف البعيد عن العواطف والمعتمد على الثوابت، وعلى مشاهدات الإنسان في حياته وخبرته وفي الفطرة وما يدور في العالم، يقع الاقتناع ليس لأول مرة بل يحتاج ذلك إلى نقاش وتوجيه بالحسنى وباللطف والكلمة الطيبة والابتسامة العريضة والاستيعاب الكبير لتقبل الأمور الإيجابية.
في الإيجاز أعتقد أن الشباب المغربي عنده من الإيجابيات الكثيرة والمؤهلات التي ستجعله مستقبلا بإذن الله من الجيل النهضوي الإسلامي الذي سيعيد للأمة ولعقيدة الأمة وهجها في القريب العاجل بإذن الله.
● قيمة العفة ماذا تشكل بالنسبة لكم؟ وكيف السبيل لاكتسابها؟
❍ العفة هي مصطلح إسلامي، ولا يوجد في اللغات الأخرى ما يشبه ذلك، وهي سر من أسرار الإسلام الذي يوجه إليها شبابه وأتباعه حتى تكون هناك ضوابط وحمى، بحيث لا يتعدى الواحد على بنت أو زوجة الآخر وعرض الآخر، يظل عفيفا يغض بصره ويحفظ فرجه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول، «من يضمن لي ما بين لحييه –يعني لسانه- وما بين فخديه أضمن له الجنة»، فالعفيف هو البعيد عن السقوط في الحرام والزنا والشذوذ وما يؤدي إليهما، والعفة من مميزات الإنسان المسلم الملتزم بدينه، وبالتالي الله تبارك وتعالى والرسول صلى الله عليه وسلم، يطلب في الكثير من الأحاديث من المسلمين أن يغضوا أبصارهم ويحفظوا فروجهم وأن يبتعدوا عن مزالق الشيطان حتى تظل نفسه وممارساته عفيفة فيرضى الله عز وجل عليه.
● ما المعالم الكبرى للمنهج الإسلامي في مجال التربية الجنسية؟ وكيف يمكن توجيه سلوك الشباب الجنسي والغريزي نحو الأمان؟
❍ الحقيقة أن الشاب حين يصير بالغا، تضغط عليه غرائزه الجنسية، والإسلام اعترف بالغريزة الجنسية، فلا هو كبتها ، ولا أرسلها تسرح وتمرح كما تشاء، فلا إفراط ولا تفريط، فالإسلام وضع لنا ضوابط، هي عبارة عن قنوات تفرغ من خلالها الغريزة الجنسية بما لا يتعدى بها الإنسان على غيره، وهكذا نجد أن الإسلام مقت الكبت وحرم الشيوع الجنسي، وحرض وشجع على الانضباط بالمسلك الصحيح والسليم ووضع حلولا لذلك، بالنسبة لكبت الغريزة الجنسية، نذكر أن مجموعة من الصحابة سألوا عن عبادات الرسول صلى الله عليه وسلم، فكأنهم تقالوها أي استقلوها، فقال بعضهم أنا أقوم ولا أنام وأنا أصوم ولا أفطر وبعضهم قال أنا لا أتزوج النساء، وعندما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال في الحديث الطويل، «أما أنا أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء، فمن أعرض عن سنتي فليس مني»، إذا هذا الكبت بحجة التدين، سواء كان رهبنة في الكنائس أو إسلامي فهو مصادمة للفطرة وغير مقبول، وكذلك الشيوع الجنسي والانفلات الجنسي من فاحشة وشذوذ واعتداء على حرمات الآخرين وإطلاق العنان للبصر، يؤدي إلى الوقوع في الرذيلة، هذا محرم تحريما كبيرا، يبقى عندنا الطريق الوسط التي وضعها الإسلام، وهي الطريق المنضبطة التي يفرغ فيها الإنسان غريزته الجنسية بما يرضي الله تعالى، ومن فضله عز وجل، أنه وضع للإنسان في غريزته الجنسية لذة ومتعة وإذا وضعها في مكانها كان له أجر، وعندما سمع ذلك الصحابة، وقالوا بمعنى الكلام، يستمتع أحدنا بأهله وله أجر، قال فكيف إذا وضعتها في حرام، أليس عليك وزر، فلاحظ أن هناك متعة وأجر وانضباط وبعد عن الأمراض المنقولة جنسيا وتفريغ للغريزة الجنسية، كل هذا خيرات.
أما كيف؟، أقول التربية أولا، الأم والأب يجب أن يتعاونان في تربية الأبناء، من خلال غرس مخافة الله في نفس الطفل، وأن تقول له هذا حلال وهذا حرام، وإذا قلت له هذا حرام يقشعر بدنه ويخشى الله، إذا المهم هو زراعة القيم الصحيحة والمفاهيم الدينية الصحيحة لدى الطفل منذ الصغر، فالأم إن علمت أبنائها أن لا يخرج الواحد من بيته إلا متوضئا، على اعتبار أن الوضوء سلاح المؤمن الذي لا يراه الناس، ولكن يراه الشيطان فيفر منه وتحرسه الملائكة، وإذا خرج من البيت قال دعاء لخروج، وهكذا تصير الملائكة تحرسه بأمر الله تعالى، والأمر الآخر عندما يبلغ الشاب ويصبح كبيرا، إذا تعود على ذلك منذ الصغر، ستصبح عنده عادة أن لا يخرج من المنزل إلا وهو متوضئ، وأيضا عندما يبلغ تضغط عليه الغريزة الجنسية، هنا يأتي علاج الرسول صلى الله عليه وسلم، غض البصر، لأن النظر هو سهم من سهام إبليس، ثم ندعوه إلى الصيام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، أي وحماية ووقاية من الوقوع في براثين الشيطان، إذا لابد أن نعمل كل السبل والوسائل لنوصل الشاب في النهاية إلى بر الأمان، فيتزوج وهو عفيف شريف لم يمارس الزنا ولم يطلع على عورات النساء، وعالمه الجنسي هو زوجته، وكذلك يبحث عن زوجة عفيفة عالمها الجنسي هو زوجها، هذا هو العفاف والطهر والوسائل التي من خلالها يمكن أن نساعد الشباب وقاية في البداية ثم تزويجا لتفريغ الغريزة الجنسية، وبعض الناس لديهم طاقة جنسية كبيرة ولا يكتفون بزوجة واحدة، والله تبارك وتعالى عافاه من أن يقع في الحرام وسمح له بأن يتزوج الثانية والثالثة والرابعة، وبالتالي تتفرغ عنده الغريزة الجنسية بالطريقة الحلال والسليمة والصحيحة.
● هل تعتقد أن موضوع التثقيف الجنسي استوفيناه حقه؟
❍ أقول أولا أن التثقيف الجنسي هو عملية تزويد الأبناء بشكل متدرج بكل ما يحتاجون من معلومات صحيحة حول الأجهزة التناسلية في أجسامهم وتطوراتها وتأثيراتها عليهم جسميا وفكريا ونفسيا وعاطفيا، في جو من الجدية والاحتشام حسبما تمليه علينا قيمنا الدينية والاجتماعية مع مراعاة قدراتهم في الاستيعاب، وعليه أجزم أننا تأخرنا كثيرا في موضوع التثقيف الجنسي، ظنا منا أننا إن تحدثنا في هذا الموضوع نختلق في الدين، والمؤسف أن تأخرنا هو من عدم فهمنا لديننا.
● ولماذا التدخل الآن؟
❍ نقول أن نتدخل متأخرين أحسن من أن لا نتدخل، يجب أن نستعجل ونسرع حتى ننقذ فلذات أكبادنا لأن الأنترنيت والفضائيات سبقتنا إليهم، ودخلت معهم إلى غرف نومهم وأصبحت تربية الكثير من الأطفال والشباب نتاج الفضائيات والأنترنيت وليس نتاج الآباء والأمهات، والذي لم نقله لأولادنا تقوله الفضائيات والمواقع الإلكترونية، هناك تدخل بشري أفشل الفطرة وحصل إنضاج مبكر، وهذا نمو غير متوازن، وهذه المعرفة المتقدمة من المؤثرات والمهيجات التي قصرت مدة الطفولة. لابد أن نسرع الخطى ونبحث موضوع التثقيف الجنسي والثقافة الجنسية بمنتهى الوضوح والصراحة ما دمنا بالحدود التي وضعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
● وماذا عن الأهداف المتوخاة من التثقيف الجنسي؟
❍ هناك أهداف مشروعة، أولها بناء فهم صحيح ومتدرج تصح وتكتمل معه عبادة الشاب، ثانيا المحافظة على التصور الإسلامي الصحيح للحياة وأهدافها من عبادة وإعمار للكون، ثالثا تجنيب أبناء المسلمين الفهم الخاطئ وما يترتب عليه من آفات، رابعا حماية الشباب من الأمراض النفسية والجنسية، وخامسا حماية المجتمع من الانفلات والمحافظة على الأخلاق العامة.
● العالم الإسلامي يتخبّط في «عولمة الرذيلة» كما تقولون دائما، ما الذي يهدد مستقبل الشباب؟
❍ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول، حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات، والشاب في مقتبل عمره عنده مميزات مختلفة عن غيره، عنده عضل مفتول واعتداد بالنفس وغريزة ثائرة وقلة خبرة وتربية دينية حتى يكون هناك وازع ديني، ولذلك الشاب يجد في المجتمع مغريات كثير تدعوه للرذيلة، ما معنى أن يكون في بلادنا العربي الآلاف من الملاهي الليلية والراقصات ودور البغاء، ونحن في بلاد إسلامية، وكل مقدمات وجوانب الرذيلة موجودة ببلادنا، بل لا يعاقب عليها القانون، وربما في بعض المناطق يشجعها، العالم الغربي هذه معتقداته ورؤيته، وهم أحرار ، لكن أن تنتقل هذه الرذيلة وتعولم حتى تفرض علينا في بلانا هذا هو المقتل، نحن نقول أن الغرب أحرار مع أننا ندعو الله ليل نهار لأن يهديهم إلى سواء السبيل لأن الجنة تتسع لنا ولهم، وديننا دين رحمة، يكافح الرذيلة ويدعم الفضيلة. نحن نقول إنسان صالح مشبع بالقيم وليس مواطن صالح، اصطلاح مواطن صالح هو اصطلاح قصير المعنى، بمعنى هل إن كنت مواطنا بالمملكة المغربية أكون أمينا وصادقا وبعيدا عن الزنا والرذيلة وعن الكذب والشذوذ؟، هل إذا ذهبت إلى فرنسا يسمح لي بممارسة الرذيلة؟، إذا كنت إنسانا صالحا مشبعا بالقيم، فهذه القيم ستحكم تصرفاتي حيث ما كنت، ولذلك أكون رسولا لديني ومبشرا به بحكم أخلاقي وقيمي التي أتشبع بها، فكل إنسان صالح هو مواطن صالح، ولكن ليس كل مواطن صالح في بلده هو إنسان صالح على مستوى العالم، وديننا هو دين الرحمة للعالمين، وأكبر دولتين من ناحية السكان في العالم الإسلامي دخلتا للإسلام بسبب القيم من خلال التجار والمعاملة التجارية اليومية، وهي اندونيسيا ونيجيريا، لم تخض حروبا لفتحها إسلاميا، بل فقط عن طريق التجار لأنهم أصحاب قيم وأمناء وتعاملهم سليم، ولأنهم يتمسكون بالفضيلة، أما الرذيلة المنتشرة في الغرب أرادوا أن يعولموها، وهم يعانون اليوم معاناة كبيرة من نتائج عولمة الرذيلة، وكأنهم يريدون أن يعولموا هذا الأمر حتى يختلط عند الناس جميعا ويصبحوا بلا ضوابط كما هو الشأن في الغرب، حيث الشيوع الجنسي والانفلات من الضوابط السماوية، مثلا الزنا والشذوذ والمخدرات هي محرمات في كل الأديان السماوية، لكن لأنهم ابتعدوا عن دينهم وقعوا فيما وقعوا فيه، وهم يريدوننا أن نبتعد عن ديننا، ولذلك يعملون أمور كثيرة جدا لتشويه معتقدات أولادنا، بطرق مختلفة حتى يبتعدوا عن دينهم ويقعوا فيما وقع فيه أهل الغرب، وهذا إما خبثا ومكرا بالمسلمين، وإما حبا في جمع المال، لأنهم يعملون على تجارة الجنس التي تقول الإحصائيات أن الإنترنيت اليوم، جمعت ماليا أكثر مما جمعته ثماني شركات كبرى في العالم، في كل ساعة ينفق مليار و100 مليون دولار على الأفلام الإباحية كما تقول الإحصائيات، الغرب يعيش تخبط وهم يريدون أن ينتقل ذلك إلى بلادنا، و لغياب التوجيه الحقيقي والجاد في الإعلام المقروء والمرئي وضعف القانون الرادع،وربما التشجيع غير المباشر للرذيلة، أوقعنا في هذا التخبط، وبالتالي سنعاني مما يعاني منه أهل الغرب إذا بقينا هكذا، ولهذا نحن نهيب بأصحاب القرار بأن يزيدوا جرعة التوجيه الإيماني الروحاني والعلمي السليم من خلال الإعلام ومن خلال القوانين العاملة والنافذة.
● تحدثتم عن أصحاب القرار، نذكر برنامج «الجنس الآمن» الذي قدمته الأمم المتّحدة في مؤتمر بكين 2005، ونتساءل معكم عن السبيل أمام الدول الإسلامية والعربية لمقاومة ضغوط الغرب ومواثيقه التي تنافي الفطرة وتسعى إلى نشر الرذيلة، في ظل الهجمة الشرسة على القيم والأخلاق الفاضلة ومن بينها العفة والحياء؟
❍ للأسف الغرب يهيمن على كثير من التصرفات التي يريد أن يطبقها في بلادنا كما هي مطبقة في بلاده، ومن ضمن هذه الأمور ما سمي زورا وبهتانا بالجنس الآمن، أولا لابد من تقرير حقيقة، لا يوجد جنس آمن إلا بين الزوج والزوجة بالطريقة الصحيحة والوقت الصحيح، أما ما يقال عن الجنس الآمن مع الزانيات والشاذين جنسيا، فهذا هراء، وإذا كان الجنس الآمن مطبق في الغرب، والغرب عنده علم كبير، لماذا تنتشر عندهم الأمراض بكثرة، إذا كان قولهم صحيح، يقولون للشباب إذا كنت تريد أن تمارس الجنس فاستعمل الكيس العازل، ويسمونه زورا وبهتانا بالواقي وهو لا يقي، وثبت أنه لا يحمي من الأمراض المنقولة جنسيا، ولكن لأنهم يريدون أن يشجعوا تجارة الجنس، ولأنهم يريدون أن يبهتوا القيم الدينية في أنفس شبابنا في العالم العربي والإسلامي، ويريدون أن يفرغوا كلمة الزنا من مضمونها، قالوا لهم ذلك، تماما كما ضحكوا علينا في السابق وسموا الربا بالفائدة، ومن لا يحب الفائدة؟، فعندما نقول كلمة ربا للمسلم، فإنه يهتز ويقشعر لأنها حرب من الله ورسوله على من يمارس الربا، فأرادوا أن يفرغوا مضمون، وجرس ووقع كلمة الربا على النفس الإسلامية حتى يستهونوا أخذ الربا، فسموها فائدة ونحن صدقناهم، «وفيكم سماعون لهم»، وكذلك أيضا قالوا عن الخمر المشروبات الروحية وضحكوا علينا، ثم الآن استداروا إلى موضوع الزنا والشذوذ الجنسي ويتحدثون عن الجنس الآمن، والشباب لقلة خبرته وفوران عواطفه وعدم تقديره للعواقب، يقع في هذا الأمر، فهناك كل العوامل الجذابة والمؤثرة.
● تتعالى أصوات المنادين بالحرية الشخصية ومنها الحرية الجنسية، ماذا تقول لهاته الأصوات؟
❍ أقول لهؤلاء أنظروا ماذا حصل للغرب الذي وسع دائرة الحرية الشخصية كثيرا للشباب، وبالتالي توسعت أيضا الحرية الجنسية، لقد قطفوا أمراضا جنسية كثيره، كانت الأمراض خمسة وأصبحت الآن عشرة أضعاف، هل نجرب المجرب ونقلد بالإيجابي والسلبي، الحكمة ضالة المسلم أنى وجدها فهو أولى بها، فالأمر الإيجابي والجيد نأخذه من الغرب، ولكن الأمر السلبي والذي نرى نتائجه رأي العين، أي عقل يجيز أن ننقل ذلك ونشيعه في بلادنا، هذا تخريب، ثم لنقرأ ماذا يقول علماء الاجتماع والحكماء والفلاسفة في الغرب، يعظون أصابع الندم بعد أن ساعدوا في توسيع الحرية الشخصية للشباب، لكنه ندم متأخر وأصبحت هذه الأمور حقوق مكتسبة في تلك البلاد، فأصبحوا لا يستطيعون إعادتهم لحظيرتهم الأولى، ولذلك هل يريدون أن نقع فيما وقع فيه أهل الغرب، ما لكم كيف تحكمون، هذه نزعة نحو الحياة البهيمية التي تسود، فأنا أنصحهم بأن يتريثوا ولا تأخذهم الحمية في انتصارهم لآرائهم الشخصية، هناك تعليمات سماوية الله أنزلها لنا وقال في قرآنه الكريم، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، هو يعرف ما الذي يصلح لنا ويناسبنا وبالتالي وضع لنا ضوابط، ولاحظ أن البهائم عندها شيوع جنسي ولكن لا يوجد عندها أمراض، فالله تبارك وتعالى لم يعاقبها بالأمراض لأنه لم يعطيها عقلا ولم ينزل لها كتبا، لكنه أعطى عقلا للإنسان وأنزل له كتبا، وقال له هذه هي الطريقة الصحيحة، تمشي عليها وتسلم وتدخل الجنة، وإذا أردت أن تختار الطريق الآخر ستصيبك الأمراض وتدخل جهنم، فهل نغمض عيوننا ونتصرف كالبهائم ونقلد الغرب في سلبياته، لماذا لا نقلده في العمل والإبداع والاكتشاف والتصنيع؟. هذه دعوات تضر ولا تنفع، وأنا أنصح أن يعيد هؤلاء النظر لمصلحة الجيل وأن يكونوا عوامل بناء لا هدم للجيل القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.