تستمر معاناة سكان منطقة إكيس أمزدار، الواقعة في إقليم تنغير، جراء غياب الماء الصالح للشرب بالمنازل؛ مما يجبرهم على الاعتماد على مياه آبارهم وإمكانياتهم الخاصة. في خطوة احتجاجية، قامت لجنة مكونة من 6 أشخاص من سكان منطقة إكيس أمزدار، الخميس، بزيارة إلى عمالة تنغير لإيصال معاناة السكان المعنيين؛ غير أنه لم يستقبلهم أي مسؤول، حسب الإفادة التي استقتها هسبريس من هؤلاء الأشخاص الذين أكدوا أن أحد الموظفين أخبرهم أن المسؤولين في الاجتماع. واعتبرت اللجنة السداسية الممثلة لسكان منطقة إكيس أمزدار أن هذه الخطوة تعكس حجم المعاناة التي تعيشها السكان وعدم استجابة المسؤولين لمطالبهم. الحسين أمزير، من سكان إكيس أمزدار، قال إن "معاناة سكان المنطقة تأتي في الوقت الذي أكد فيه الملك محمد السادس نصره الله، في أحد خطاباته السامية، على أهمية توفير الماء الصالح للشرب للقاطنين في العالم القروي معتبرا ذلك من أولويات التنمية البشرية. كما أكد حفظه الله، في خطابه بمناسبة افتتاح السنة التشريعية البرلمانية، على ضرورة الاهتمام والعناية بساكنة العالم القروي والجبال". وأضاف أمزير، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "سكان إكيس أمزدار ما زالوا يعانون من غياب هذه المادة الحيوية، في سنة 2025؛ مما يطرح تساؤلات حول مدى تنفيذ التوجيهات الملكية، ملتمسا من وزارة الداخلية فتح تحقيق في أسباب تأخر في ربط هذه المنطقة بالماء الصالح للشرب. وأفاد المتحدث عينه بأن سكان إكيس أمزدار لم يسبق لهم أن استفادوا من ربط منازلهم بشبكة الماء الصالح للشرب. من جهته، قال أحمد عمور، وهو أحد أبناء المنطقة، إن سكان إكيس أمزدار يعانون منذ سنوات من غياب الماء الصالح للشرب؛ مما يجبرهم على السفر لمسافات طويلة لجلب الماء، ويؤثر على صحتهم واقتصادهم. وأضاف عمور، في تصريح لهسبريس، أن "سكان إكيس أمزدار يطالبون، اليوم، المسؤولين بالتدخل العاجل لتوفير الماء الصالح للشرب، وتحسين ظروف عيشهم". وأبرز المتحدث عينه أن السكان مستعدون للتعاون مع المسؤولين لإنجاح أي مشروع يهدف إلى تحسين ظروف عيشهم، مشيرا إلى أنهم يطالبون فقط بالاستماع إليهم وتوفير الحلول العملية لمشاكلهم. وتابع عمور: "نحن لسنا ضد التنمية؛ بل نطالب فقط بالحقوق التي كفلها لنا الدستور، ونطالب المسؤولين بالتحرك العاجل لإنصافنا". كما أكد عدد من أبناء منطقة إكيس أمزدار، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن السكان قدموا شكايات عديدة في موضوع غياب الماء الصالح للشرب إلى عمالة تنغير والدائرة والقيادة دون أن تجد شكايتهم آذان صاغية، مضيفين أن اللجنة التي زارت العمالة اليوم الخميس لم يتم استقبالها؛ مما يعتبر ذلك أمرا مرفوضا وغير مقبول. وأضاف هؤلاء الشباب: "نلتمس من الملك محمد السادس نصره الله أن يتدخل شخصيا من أجل توفير لنا قطرة ماء تروي عطشنا وتقي أطفالنا ونساءنا من مشقة البحث عن الماء في الآبار". مصدر مسؤول قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "هناك تأخرا، في الحقيقة، في ربط منطقة إكيس أمزدار بالماء الصالح للشرب". وأشار المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته للعموم، إلى أن المقاول الذي سبق له أن قام بإنجاز أشغال الربط كانت لديه مشاكل مع عضو سابق بالجماعة ولجأ إلى المحكمة التي حكمت على الجماعة الترابية إميضر بأداء المستحقات المالية للمقاول؛ ونظرا لهشاشة وضعف ميزانية الجماعة تم تأخير الأداء، وبالتالي التأخر في إطلاق الأشغال من جديد. وأضاف المصدر ذاته أن الجماعة قامت، مؤخرا، بأداء ما بذمتها من الديون لفائدة المقاولة؛ ومن ثمّ ستستأنف أشغال تزويد منطقة إكيس أمزدار بالماء الصالح للشرب في أقرب الآجال. ولفت مصدر هسبريس إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي من ستقوم بإتمام الأشغال من أجل ربط منازل السكان بهذه المادة الحيوية.