القرقوبي أو الأدوية المخدرة هي مواد كيميائية، إما تكون مهدئة أو مهيجة، وغالبا ما تعطى للمصابين بالأمراض العصبية، أو الأمراض النفسية. تمنح هذه الأدوية تحت المراقبة الطبية سواء من حيث الكمية، أو عدد الأيام كما يتم تحديد طريقة معينة للانقطاع عن تناول الأدوية، فهذه الاحتياطات مهمة مخافة السقوط في احتمالات إدمان هذه الأدوية. هناك أنواع عديدة من الأدوية، منها ما يهدئ العضلات وتساهم هذه الأدوية في النوم العميق للمتعاطي لها، وهناك نوع ثاني، ويتعلق الأمر بالأدوية المضادة للاكتئاب، أما النوع الثالث فهي أدوية مهيجة، وفي أغلبيتها تستعمل من طرف الطبقة البورجوازية، ولا يستعملها الفقراء، لذلك معلوم إعلاميا أن هناك نوعين من القرقوبي نوع للفقراء ونوع للأغنياء بمبالغ متفاوتة (من درهم إلى 600 درهم)، بالنسبة للحبوب الباهضة الثمن التي تأتي من أمريكا اللاتينية، في حين يتم تهريب الأنواع الرديئة من الجزائر عبر وجدة، بالرغم من الحراسة المشددة للحدود. أريد التأكيد أيضا أن النوع الثالث ممنوع لأن خطرها كبير، وتستعمل كثيرا من أجل التهييج في الحانات، وخلال مشاهدة مباراة الكرة أو خلال تواجد متعاطيها بالمراقص للوصول إلى قمة النشوة. لكن يبقى الخطر الكبير في تناول المهدئات أو الأدوية المخدرة هو الإدمان، لأن احتمالات العلاج منه ليست قوية، هذا بالإضافة إلى أن المتعاطي لهذه الأدوية المخدرة بدون متابعة الطبيب يصاب بالاكتئاب، والإحباط الدائم، بل يصير المتعاطي عنيفا، قد يسرق، أو يعنف كل من حوله، قد يقتل وأحيانا يعنف نفسه أيضا بدون شعور. وكما هو الشأن بالنسبة للمخدرات، تؤثر المستنشقات الطيارة، الحبوب المهلوسة، المهدئات على عقول متعاطيها، وحين يدمن الشخص يفعل كل شيء من أجل الحصول على الجرعات التي يحتاجها جسمه، وللحصول على المال قد يمارس العنف، أو يقتل كما أنه يقدم على نفس هذه الأفعال بدم بارد حين يصل إلى مرحلة الهيجان، لذلك فمعالجة هذه الفئة من المدمنين صعب خاصة المتعاطين لحبوب معينة. وعلى اعتبار الخطر الكبير لهذه الأدوية المخدرة، فوزارة الصحية صارمة في مراقبته، لا يعطى هذا الدواء إلا بوصفة طبية، كما تتم مراقبة تصديره بالجملة، إلا أن هذا لا يعني وجود بعض الانزلاقات فأحيانا يأخذ المريض الوصفة ويمنحها لغيره وعدد من المراهقين يبتلون بتعاطي هذه الأدوية بعد تجربتها من أحد أصدقائهم خاصة وأنها تمنح متعاطيها في البداية الإحساس بالراحة والسكينة. ومن أجل الحد من انتشار هذه الأدوية بشكل عشوائي لابد من تكثيف المراقبة على الحدود الجزائرية-المغربية، كما يجب على وزارة الصحة الاهتمام أكثر بهذه الفئة من المجتمع فبالرغم من الخطابات الملكية التي تطالب بضرورة الحد من هذه المعظلة، وبالرغم من إقامة المراكز الصحية المتخصصة، إلا أن الصحة النفسية لازالت لا تمثل الأولوية بالمغرب على مستوى الواقع، سواء فيما يخص البنيات التحتية، أو الموارد البشرية، أو التأهيل. إن العلاج بمفهومه العلمي، لا يوجد بالمغرب، خصوصا المقاربة الشمولية باعتماد علم الاجتماع، وعلم النفس، والمقاربة الدينية التي لاتزال غائبة بالرغم من تجربتها في أندونيسيا وماليزيا وإيران وأمريكا في الكنيسة والتي أعطت نتائجها الإيجابية، وللتغلب على هذه المأساة من الضروري اعتماد المقاربة النفسية والصحية والدينية، فبهذه المقاربات لا يحتاج أبناؤنا لأي دواء نهائيا لا "القرقوبي" ولا غيره. لابد من علاج سلوكي معرفي ونفسي وجسدي لأن أغلب الشباب يتعرضون في فترات من حياتهم إلى العنف النفسي والجسدي والروحي، إلا أننا نُغَيب هذا الجانب الأخير، ولا نتحدث عنه كثيرا، فمن الأسباب الكبرى للإدمان عدم الإيمان بالقضاء والقدر وبأن المستقبل بيد الله سبحانه وتعالى وأن كل شيء يتحقق بقدرة الله عز وجل.