أكد مصدر مطلع أن أكثر من 300 معتقل ما يسمى بالسلفية الجهادية يخوضون إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 48 ساعة ابتداء من اليوم. وأوضح المصدر ذاته أن الإضراب عن الطعام يشمل المعتقلين بكل من سجن عكاشة وعين برجة بالدار البيضاء والسجن المركزي بالقنيطرة و سجن مراكش وأكادير والجديدة وسطات وأوطيطة .2 وأضاف المصدر أن سبب الإضراب يعود بالأساس إلى عدم استفادة هذه الفئة من العفو الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الخمسينية للاستقلال وإلى عدم وفاء الإدارة بوعودها التي قدمت خلال تعليقهم الإضراب المفتوح عن الطعام الذي خاضوه في 2 من شهر ماي الماضي وأيضا من أجل المطالبة بالإفراج عنهم. واستنكر نزلاء سجن عكاشة بالدار البيضاء إقصاءهم من العفو الملكي الأخير بعدما انتظروا ذلك، محملين المسؤولية للجهات المسؤولة. وقال المعتقلون، في بيان لهم توصلت >التجديد< بنسخة منه، إننا وكغيرنا من أبناء هذا الشعب الأبي تفاعلنا وجدانيا مع الذكرى الخمسينية لاستقلال المغرب، واستبشرنا خيرا بقدومها وكانت آمالنا عريضة من أن يتم المضي قدما نحو مسلسل التصحيح لملفاتنا العالقة عبر تفعيل مسطرة العفو الخاص... إلا أننا فوجئنا بأننا غير معنيين بالعفو الكبير الذي خص به ملك البلاد حوالي 10 آلاف سجين في هذه المناسبة الخالدة. وأكد المعتقلون أن إضرابهم عن الطعام يرمي إلى إبلاغ صوتهم واحتجاجهم إلى الفعاليات الحقوقية لكي تتضامن معهم من أجل تفويت الفرصة على أصحاب المقاربة الأمنية الذين يجعلوا قضيتنا دائما رهينة بأحداث قديمة وجديدة محلية وإقليمية لا علاقة لنا بها على حد تعبير البيان. وفي السياق ذاته عبر معتقلو سجن أوطيطة 2 (ضواحي سيدي قاسم) عن تذمرهم من الاستثناء الذي لحقهم من العفو الملكي الأخير في بيان لهم توصلت التجديد بنسخة منه. وقال المعتقلون بدأنا ننتظر بشوق ما ستحمله الأيام المقبلة في طياتها، ولسنا وحدنا من انتظر، بل انتظرت أمهاتنا وزوجاتنا وانتظر أبناؤنا وكل الرأي العام، فإذا بنا نصدم بحرماننا من حقنا في الحرية. وأضاف المعتقلون بالقول إن جراحاتنا وما صاحبها من ألم قد يتم تناسيها أمام تمتيعنا بحريتنا قبل انقضاء المدد التي وزعت علينا عشوائيا، وأما وإن قضى كل منا مدته التي حكم بها ظلما وعدوانا، فستبقى بصمات التعذيب الذي لحقنا والظلم الذي مورس ويمارس علينا تنخر أجسادنا بل ولن تمحى من أذهاننا. يشار إلى أن حوالي 285 من معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية استفادوا من العفو الملكي في ثلاث مناسبات آخرها العفو عن 164 معتقل بمناسبة عيد الفطر السعيد. يذكر أن العفو الملكي يكون وفق مقتضيات قانونية ينظمها الدستور وظهير خاص يمكن الاطلاع عليها في الصفحة 11 من هذا العدد.
