اعتبر عبد الصمد سكال رئيس مجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة، انفتاح الجماعات الترابية على الجهة من شأنه توفير معطيات للمنتخبين لمساعدتهم على تغذية معرفتهم بالمجال الذي يشتغلون داخل ترابه، من خلال التعرف بشكل دقيق على مكوناته الطبيعية والبشرية، مشيرا إلى أن برنامج تنمية الجهة، المفروض أن تُساهم في إعداده الجامعات الثلاث التي تربطها شراكة مع الجهة، وذلك على هامش زيارته يوم الجمعة 23 دجنبر 2016 للمعهد العلمي بالرباط. وشدد سكال، الذي حضر رفقة نوابه محمد عواد، ونبيل شيخي، وعبد العالي حامي الدين، على ضرورة التفكير داخل كل جامعة في أشكال مُنَاسبة من شأنها تسْهيل عملية التنسيق مع باقي المتدخلين، مُوضحا بأن الاختصاصات المَوْكولة للجهة يجعلها في حَاجَة إلى خبرة جامعية. وذكر رئيس الجهة باتفاقية الشراكة التي وقعتها جهة الرباطسلاالقنيطرة مع الجامعات الثلاث الموجودة بترابها (جامعة محمد الخامس، جامعة ابن طفيل، الجامعة الدولية)، مشيرا إلى أن الجهة بإمكانها في إطار علاقات التعاون التي تربطها بباقي الجهات في العالم البحث في إمكانيات للإسهام في دعم البحث العلمي، وذلك في اللقاء الذي حضره سكال بدعوة من إدارة المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط. وبعد الترحيب بهذه الزيارة من قبل إدارة المعهد والتنويه بالاستجابة السريعة لدعوة المعهد العلمي، قام سكال إلى جانب رؤساء الشعب ولجان البحث بالمعهد العلمي، بجولة دَاخل أقسام علوم النباتات والحيوانات والجيولوجيا. وتلقى رئيس الجهة ونوابه، شُرُوحات من قبل أساتذة المعهد العلمي، ومن ذلك تقديم بوشتى فلاح، الأستاذ الباحث بالمعهد، مجموعة من الشروحات داخل قسم الخرائط الذي يشرف عليه، حيث اطلع رئيس الجهة على مجموعة من الخرائط التي يحتفظ بها المعهد العلمي، ومن بينها أول خريطة جيولوجية بالمغرب، كما تم اطلاعهم على خرائط موضوعياتية أخرى يعود تاريخها إلى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. من جهته، قدم عبد الرحمان مُطعم، المحافظ بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الموجود داخل المعهد العلمي، شُروحات دقيقة لما تحتوي عليه قاعة المجموعات المرجعية المخصصة لحفظ أصناف من الحيوانات والطيور والحشرات التي تم تحنيطها وإيداعها بخزانة المعهد، ووضعها رهن إشارة الباحثين في المجال وعموم الزائرين. ومن جانبه، عرض عز الدين الحسني، أستاذ الجيوفيزياء، مجموعة من المعطيات المتعلقة بشعبة الجيوفيزياء، موضحا بأن مكتبة الشعبة تشكل عمودا الفقري للمعهد، متأسفا لعدم تمكن المعهد من اقتناء جميع الإصدارات بسبب ضعف الميزانية المرصودة لهذا الغرض، حيث يتم اللجوء إلى تزويد المكتبة بواسطة تبادل الإصدارات مع أزيد من 350 مؤسسة جامعية في العالم. وفي ذات الشعبة، تم اطلاع رئيس الجهة، من قبل الأستاذ الباحث ميمون حرفاني، على مركز لقياس الزلازل من خلال استعمال الأجهزة الرقمية بعدما كان في الماضي يتم استعمال أجْهزة كلاسيكية، مُتحدثا عن علاقات التعاون التي تَربط المعهد في هذا المجال مع دول مثل ألمانيا وانجلترا واسبانيا، والبرتغال، إضافة إلى انخراط المعهد في مشروع لقياس الزلازل في العالم حيث يتوفر على لوحة الكترونية مخصصة لهذا الغرض يمكن الاطلاع من خلالها على ما يحدث في العالم من هزات أرضية. وفي القسم الخاص بعلم النباتات، تم تقديم شروحات لرئيس الجهة ، من قِبل حميد خمار الأستاذ الباحث بقسم علم النبات بالمعهد، الذي أطلع زواره على عينات من أنواع بعض النباتات الفطرية والوعائية، والحرشية، وكشف بأن المعهد يضم حوالي 995 نوعا نباتيا، وأزيد من 700 "نُويع" من النباتات المعروفة، والتي لا توجد إلا في المغرب، مُشيرا إلى أن قسم علم النبات يستقبل أزيد من ألف زائر سنويا من الطلبة الباحثين في الصيدلة والنبات، مُعبرا عن أسفه من تدمير التجزئات السكنية لمواقع مهمة كانت تضم أنواعا نادرة من النباتات بالمغرب.