التنصير اليوم أمر واقع، لايمكن أن ينكره أحد، أصبح يغزو العالم، بطرق ووسائل جديدة ومتنوعة، وتخصص له الطاقات المادية البشرية الهائلة. وذلك من أجل تحقيق شعار: العالم كنيسة واحدة وبما أنهم يقولون ويعتقدون أن الإسلام ـ لا البوذية ولا الهندوكية ولا اليهودية - دين متحرك وزاحف، يمتد بنفسه وبلا أية قوة تساعده، هوالخطر الذي يهدد الصليب، ولذلك يسعى المخطط التنصري إلى خلخلة المنظومة العقدية والاجتماعية للمجتمعات الإسلامية، وهذا يتم اليوم تحت أطياف وألوان متعددة، خاصة بعد قولة - زو يمر:- إن مهمة ليست تنصير المسلمين وإدخالهم المسيحية ( النصرانية )، لأن هذه هداية لهم وتكريم، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله . ولا سبيل لمواجهة هذا الخطر وغيره من الأخطار التي تحدق بالأمة الإسلامية إلا بالرجوع إلى تقوية الذات ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها . 1 - تقوية البناء الداخلي، إن أهم شيء قام به رسول الله ص، هو إعداد جيل قوي في إيمانه ويقينه بربه، معتز بدينه، منفتح على غيره ومنصف له، لا تهزه الأزمات ولا تغريه المغريات، ولا يمكننا أن نتكلم عن تقوية البناء الداخلي إلا بأمور أساسية نذكر منها، أن يكون الفهم السليم العميق الشامل للدين أولى الأولويات، تم تقوية وتصحيح دور مؤسسات التأثير (المسجد ـ المدرسةـ وسائل الإعلام ـ الجمعيات و النوادي..) 2 ـ محاربة الثالوث الخطير ( الجهل ـ الفقر ـ المرض) إن أهم المنافذ التي يستغلها التنصير حاليا كما تشير الدراسات والتقارير، هي الجهل و الفقر والمرض، ولذا وبكل اختصار نقول لكل مسلم، عنده بقية من غيرة على هذا الدين : أنفق درهما تنقذ مسلما . 3 ـ تكوين الدعاة إلى الله، وأقصد العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وحملة الرسالة وحماة العقيدة، وتكوينهم الجيد الذي يراعي ويلبي حاجيات العصر وتحدياته. 4 ـ الرد العلمي الموضوعي على ضلالات وأباطيل وأوهام النصارى، حيث أصبح ضروريا وملحا أكثر من أي وقت مضى التفكير والعمل على تأسيس مراكز الدراسة و البحث في العقائد النصرانية ( و غيرها: 15 ألف ديانة في العالم ) والرد عليها بكامل الموضوعية انطلاقا من مصادر الإسلام، بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، و نهج أسلوب الترغيب والتحبيب والتيسير لعل الله يحبب إليهم الإيمان وينقذهم من الكفر و الضلال، فنحن كما قرر القرآن الكريم، خير أمة أخرجت للناس، شريطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخطر أنواع الظلم هو الشرك بالله تعالى . 5 ـ استعمال التكنولوجيا الحديثة، وضرورة حسن استعمال التكنولوجيا الحديثة في الدفاع عن الإسلام وتوضيحه للناس، ومن أهم الوسائل في وقتنا الحاضر شبكة الأنترنيت فمن خلالها يمكن أن نضمن التعريف بالإسلام والدعوة إليه، دون أن نغفل الإنتاج السمعي البصري الذي لا زال يقوم بدور فعال في التأثير . 6 ـ مراقبة أنشطة البعثات والمدارس الأجنبية والجمعيات والمؤسسات الخيرية بما يقتضيه الحال.