منعت القافلة تحيا فلسطين التي يقودها النائب البريطاني جورج غلاوي من دخول مدينة فاس، وتم اقتيادها إلى سيدي احرازم التي وصلتها نحو الثالثة والنصف ليلا، فيما وصلت شاحنات أخرى منها حتى التاسعة صباحا، حيث قضى أفراد ساعات من الراحة في فندق بسيط في سيدي حرازم، كان ينام في الغرفة الواحدة المخصصة لفردين 5 أفراد، و أكد ياسر المختوم مراسل التجديد بفاس أن أفرادا قليلين من القافلة، تسللوا إلى مدينة فاس في سيارات خاصة، بعدما رفضت السلطات دخول القافلة. وقال وايحمان رئيس اللجنة التنظيمية التي استقبلت قافلة إن ولاية فاس أدّت مصاريف يوم واحد من إقامة القافلة في سيدي حرازم، بينما تحملت اللجنة التنظيمية باقي المصاريف، وقال وايحمان في هذا الصدد إن اللجنة كانت تنتظر تفاعل أكبر من لدن الحكومة المغربية، مؤكدا أن المساعدات التي تلقتها اللجنة من جهات حكومية تبقى متواضعة قياسا لما كان ينبغي القيام به، ترجمة لمشاعر القومية والإنسانية للشعب المغربي. وبالرغم من المجهودات التي بذلتها الهيئات الممثلة في اللجنة التنظيمية لاستقبال قافلة تحيا فلسطين، فإن مما أثار استغراب أعضاء القافلة أنهم أدّو كل مصاريف مرورهم على الأراضي المغربية، من بنزين حتى الطريق السيار، مسجلين غياب أي استقبال رسمي عكس الجزائر، وأشادوا بالحفاوة الشعبية التي استقبلوا بها في أكثر من مدينة مروا بها. وأضاف ويحمان أن البرنامج الذي سطرته اللجنة لم تتمكن من تنفيذه كاملا، وأكد أنه قد تم حذف زيارة مدينة الدارالبيضاء، كما تم تقديم الرباط، ومنع إقامة وفد القافلة في مركب بوزنيقة الذي تم حجزه سابقا، وقال وايحمان كنا نتمنى أن يكون هناك استقبال حاشد للقافلة، إلا أننا لمسنا برودة صقيعية تجاهها. وفتحت القافلة الحدود المغربية الجزائرية لساعات يوم السبت 21 فبراير 2009، حيث استقبلتهم السلطات الجزائرية والمجتمع المدني بها، وعلمت التجديد أن الجزائر خصّصت رسميا 30 شاحنة إضافية كمساعدات جزائرية للشعب الفلسطيني في غزة، في حين تجهّز ليبيا رسميا نحو 100 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى غزة أيضا، في حين لم يخصص المغرب أي شيء من ذلك. ومنذ دخولها المغرب انقلب برنامجها، كانت تسافر في الليل، لتجد نفسها ترتاح نهارا في الفنادق التي كانت تحتجز لها، وهو ما يحرمها من زيارة المدن التي كانت ترغب في رؤيتها، وعبّر أحد أعضاء القافلة بقوله عن ذلك كنا نريد رؤية المغرب غير أننا لم نفلح في ذلك لأننا سافرنا ليلا في الغالب. هذا، ويتوقع أن يلتحق جورج غالاوي بالقافلة اليوم في الجزائر العاصمة، بعدما غادرها في الرباط متوجها إلى بريطانيا، ودعا غالاوي من لندن إلى فتح تحقيق في قيام الشرطة البريطانية بوقف قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، واعتقالها تسعة أشخاص من القيمين عليها. ورغم أن جميع المعتقلين تم الإفراج عنهم دون توجيه أي تهم لهم، فإنهم أكدوا أن التبرعات انخفضت بنسبة 80% بعد الإعلان عن خبر الاعتقال.