الخط : إستمع للمقال كم هو مُثير للسخرية أن يُطالب سليمان الريسوني بتَقوِيض النظام، ويَتوَسم في نفسه معول الهدم، وهو في الحقيقة يَرتعد ويَرتجف من مُجرد عِلم زوجته خلود بمُحادثاته مع ضحيته السابقة الشاب آدم. فمن يُعاين "حماسة" سليمان الريسوني في مقر حزب النهج، وهو يُعلِّق جُموح نزواته على مَشجب النظام، ويستمع في المقابل لجُبن الرجل وهَوانه، وهو يَستجدي ضحيته بأن لا يَكشف علاقتهما أمام زوجته خلود، يُدرك جيدا بأننا أمام مُناضل رعديد! فمن يَخشى ردة فعل عَقيلته، ولا يَقوى على ضَبط النظام حتى داخل سبعين متر مربع التي تتكون منها شقته الصغيرة، لا يُمكنه في المقابل أن يَقوِّض "النظام" الذي يَسع لأربعين مليون مغربي، ويَمتد لقرون ضاربة في التاريخ. فهي مُجرد هَلوسات وأماني وحماسة الفضاء والسياق! فسليمان الريسوني انتشى بمنجل ومطرقة النهج، وتماهى مع أهازيج ما تبقّى من ترسبات البولشفيين، وتَوَهَم وقتها بأن النظام يُمكن أن يَسقُط بمجرد الكلام والشعارات الساقطة. ومن المفارقات الغريبة كذلك أن سليمان الريسوني وَصف ضحيته، وضحايا توفيق بوعشرين ب "البيادق المسخرة من طرف الدولة"، والحال أن تسجيلاته الصوتية المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي تَفضَح كيف أنه كان يَتغزَّل ويتصابى أمام "بيدقه"، وكيف كان يَخطب وده ويتوسَّل صفحه! فقد كشفت هذه الأوديوهات كيف كان سليمان الريسوني يَحنو على "بيدقه"، وكيف كان يَهيم في عِشقه، وكيف كان يَتودَّد إليه بغريزة نافقة جامحة مُعتلَّة. وهنا من حقنا أن نتساءل: إذا كان النظام يَستطيع صُنع "البيادق"، فهل بمَقدورِه أن يَزرع عشقها في قلب سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين وغيرهما؟ فما تَفضَحه تسجيلات سليمان الريسوني الصوتية هو أن هذا الأخير كان يَتعامل مع ضحيته على أنه "أكثر من مُجرَّد بيدق"! اللهم إلا إذا كان سليمان الريسوني عنده مفهوم خاص لكلمة البيدق كمرادف للرغبة والجنس والهوى الممنوع. وإذا كانت هلوسات سليمان الريسوني وتَمثُلاته السطحية للنظام تُثير السخرية والاستهجان، فإن فَهم هذا الأخير لمقاصد العفو الملكي السامي الذي استفاد منه مؤخرا، يَفرض بدوره بسط الكثير من التوضيحات والشروحات لئلا يَتجسَّم الرجل في نفسه البَراءة والبُطولة الوَهمية. فالعفو الملكي لم يَعني براءة سليمان الريسوني، ولا يُقصي مَطالب ضحيته التي سماها "البيدق"، وإنما هو آلية سيادية بيد جلالة الملك يَنصرف مَفعولها القانوني إلى آثار العقوبة وليس إلى جسم الجريمة وأركانها المادية والمعنوية. وإذا كان سليمان الريسوني قد تَوهم عكس هذه الحقيقة، أو تَحمس كثيرا لأهازيج أتباع حزب النهج، فيَكفيه أن يُعيد الاستماع لتسجيلاته الصوتية مع ضحيته، وأن يَكون هذا الاستماع بحضور خلود! فإذا تَجرأ على فعل ذلك، يُمكنه وقتها تَقويض "النظام"! داخل مَنزله طبعا وليس في أي مكان آخر. الوسوم اعتقال الجزائر المغرب الملك محمد السادس