الخط : إستمع للمقال في إطار الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، شهدت مدينة الجديدة تقديم النموذج الأول من الدورية الذكية "أمان"، التي تعد ثمرة جهد وابتكار محلي بالكامل من قبل الفرق الهندسية والتقنية التابعة للأمن الوطني. هذه الدورية التي تم تطويرها لتكون من بين الأوائل في المنطقة، تم تزويدها بمنظومة متكاملة للمراقبة البصرية عبر كاميرات بزاوية 360 درجة، ما يتيح لها تغطية محيطها بشكل شامل، حيث ترتبط هذه الكاميرات بأنظمة متطورة لقراءة لوحات ترقيم السيارات والتعرف على الأشخاص عبر تقنية التعرف على الوجوه (Facial Recognition)، ما يسهم بشكل فعال في الكشف عن الأشخاص والمركبات المبحوث عنها. الابتكار الأكبر في هذه الدورية هو قدرتها على الاتصال اللحظي مع غرف القيادة والتنسيق المتواجدة في مختلف الوحدات الأمنية المنتشرة في الشارع، إذ بفضل هذه الميزة، يتمكن عناصر الأمن من تلقي البيانات بشكل مباشر والقيام بتقييم الوضعيات الأمنية واتخاذ القرارات اللازمة في وقت قياسي، علاوة على ذلك، تضم الدورية شاشة رقمية كبيرة تعرض معلومات مفصلة عن الوضع الأمني في المنطقة، مما يسمح بتنسيق أكثر فعالية في عمليات التدخل والتعامل مع الحوادث. وتعتبر هذه الدورية نموذجا للقدرة على دمج الذكاء الاصطناعي في العمل الأمني، حيث تتيح قراءة بصمة الوجه بدقة عالية، ما يمكنها من تحديد هويات الأفراد المطلوبين ومطابقتها مع قاعدة بيانات الأمن، كما يمكنها تحديد المركبات المبحوث عنها والقيام بمراقبة حركة السير والجولان في الشوارع، وهو ما يعزز من فاعلية التدخلات الأمنية. ومن خلال هذه الأنظمة المتكاملة، فإن الدورية تشكل إضافة نوعية للأمن الوطني المغربي، الذي يحرص على استخدام التكنولوجيا الحديثة لمواكبة التطورات العالمية في مجال الأمن. إذ من المتوقع أن يتم تعميم هذه الدوريات الذكية في كافة ولايات الأمن الوطني على مستوى المملكة بعد الانتهاء من المرحلة التجريبية، كما أنه من المنتظر أن يلعب هذا التعميم دورا مهما في تعزيز الأمن خلال الفعاليات الكبرى التي ستنظمها المملكة في السنوات القادمة، مثل الدورة 93 للجمعية العامة للإنتربول وكأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030، التي تشارك فيها المملكة إلى جانب إسبانيا والبرتغال. كما تخلل الحفل عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي أنتجتها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي سلطت الضوء على تطور العمل الأمني بالمغرب، بدءا من الدوريات التقليدية التي كانت تستخدم منذ تأسيس المديرية في عام 1956، وصولا إلى هذه الدورية الذكية التي تعتبر علامة فارقة في تاريخ الأمن الوطني. عرض أيضا فيلم عن تطور البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية، وكيف أصبحت هذه الوثيقة بوابة للخدمات الرقمية، فضلا عن فيلم يتضمن مشاهد محاكاة لتدخلات فرق الأمن الوطني في تفكيك خلايا إرهابية تم ضبطها في عدة مناطق بالمملكة. وفي إطار تكريم جهود العاملين في الأمن الوطني، تم توشيح المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف حموشي، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى تقديرا لإسهاماته المتميزة في تعزيز التعاون الأمني العربي، كما تم توشيح 11 من موظفي الشرطة النشيطين والمتقاعدين بأوسمة ملكية سامية تقديرا لجهودهم في خدمة الأمن الوطني. وقد تخللت الاحتفالية أيضا عروضا ميدانية قدمتها وحدات وفرق الشرطة، مثل العرض الرياضي لفرقة المعهد الملكي للشرطة، وعروضا لمهارات حمل السلاح برفقة الفرقة الموسيقية، فضلا عن عروض فرقة الدراجيين وفرقة الخيالة، كما اختتم الحفل بعرض ضوئي مبهر عبر 600 طائرة درون، التي رسمت في السماء لوحات فنية تمثل رموز المملكة المغربية، مرحبة بالحضور ومجسدة روح الابتكار في الأمن. وبهذا، تمثل الدورية الذكية "أمان" نقطة تحول حقيقية في طريقة ممارسة العمل الأمني في المغرب، حيث يتم دمج أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا مع المنظومة الأمنية المحلية، مما يعكس حرص المديرية العامة للأمن الوطني على تعزيز قدراتها في توفير بيئة آمنة لمواطنيها وزوارها، وبالتالي فإن هذا الابتكار لا يعد مجرد إضافة تقنية بل هو بداية لمرحلة جديدة في تحسين فعالية التدخلات الأمنية وتوفير خدمات أكثر تطورا للمواطنين. الوسوم أمان الأمن الميداني اللأمن الميداني دورية ذكية