الخط : إستمع للمقال كشف أحمد عبادي، رئيس مركز مصالحة، عن المنهجية العلمية التي اعتمدها المركز في تأهيل سجناء قضايا التطرف العنيف، مؤكدا أن البرنامج يرتكز على دراسة ميدانية لحاجيات النزلاء وتفكيك خطاب التطرف بأسس معرفية أصيلة. تصريحات عبادي، التي جاءت في سياق تسليط الضوء على عمل المركز وبرنامج "المحاضرات العلمية" التي استفاد منها النزلاء، ترافقت مع شهادات مؤثرة لنزلاء سابقين أكدوا استفادتهم الكبيرة من هذا المشروع. وأوضح عبادي أن المحاضرات العلمية، التي كانت تمتد لأربع ساعات أحيانا نظرا لأهميتها وتفاعل النزلاء، ارتكزت على عدة محاور أساسية، أولها، التأويل والاستمداد من القرآن والسنة النبوية، حيث "تملك النزلاء أمورًا مهمة". كما تم التركيز بشكل مكثف على تفكيك خطاب التطرف، من خلال مراجعة مفاهيم أساسية مثل "الانغماس في العدو"، "الولاء والبراء"، و"الجهاد"، وإعادة وضعها في إطارها المعرفي الأصيل الذي توارثته الأمة. وشملت المحاضرات أيضا قضايا "الأنساق والنظم" ومفهوم "الدولة والدولة الإسلامية"، مع ربط ذلك بالمقاصد الكبرى للمؤسسة، التي وضعت دليلا يرتكز على حفظ النفس، حفظ الكرامة، حفظ الدين، استمرارية النسل، حفظ العقل، وحفظ الملكية. ولم يغفل البرنامج التركيز على الفقه الإسلامي والمذهب المالكي المُجمع عليه في المملكة المغربية، بالإضافة إلى محور كبير متصل ب"العلوم الإسلامية"، بهدف تمكين النزلاء من الفهم الشامل لهذه العلوم قبل الخوض في مجالات الاستنباط. من جانبهم، قدم نزلاء سابقون شهادات حية عن التحول الذي أحدثه برنامج "مصالحة" وبرنامج "المحاضرات العلمية" في حياتهم. حيث عبر نزيل من سجناء قضايا التطرف العنيف عن أن المركز كان بمثابة "حضن دافئ" لكل النزلاء، مؤكدا "تم تصحيح عدة مغالطات وقلة علمنا، وتم توجيهنا لمجموعة من الأمور، وقد فهمنا الدين والتدين وعدنا للصواب والرشد، وعرفنا الدين الصحيح." ولم يفته توجيه الشكر للملك محمد السادس، الذي وصفه ب"الراعي الأول لهذا المشروع الكبير الذي استفدنا منه"، مضيفا: "الحمد لله نحن اليوم في أفضل حال وقد تجاوزنا التفكير المتطرف، وقد تم تزويدنا هنا بكتب قيمة ومهمة استفدنا منها وقد صححنا عدة أفكار سوداوية وغير سليمة." وفي السياق ذاته، عبر نزيل آخر عن امتنانه العميق لكل المساهمين في هذا البرنامج، مؤكدا أنه تم مساعدته على "تفكيك خطاب التطرف العنيف"، وأن هذا التفكيك مكنه من "تحليل المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها". وهذه الشهادات تؤكد الأثر الإيجابي والتحولي لبرنامج "مصالحة" في إعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع بوعي ديني سليم وتفكير معتدل. الوسوم المغرب الملك محمد السادس