الخط : إستمع للمقال العيون المصابة بالرَّمد الإديولوجي وضعف البصيرة لا ترى ما يراه العالم المسؤول والمتحضر... ومنهم «العدليون» واليساريون «العدميون»، الذين لا يفصل بينهما سوى حرف ويشتركون في كل الآثام الوطنية.. هؤلاء وغيرهم من خصوم المغرب سمعوا مرارا بشخصية ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة. وسمعوا منه الكثير، وتعودوا ألا يرددون من كلامه إلا ما قد يكون في غير صالح المغرب، ولو كان نادرا!.. في حين لا يتداولون مثلا ما قاله عن مبادرة الملك محمد السادس بخصوص الدعم المرسل إلى أطفال غزة ومرضاها ويتاماها وضعفائها... إلخ. ستيفان دوجاريك، شخصية دولية وهو صوت الأممالمتحدة. وعندما ينطق فهو ينطق بلسانها. وهو الذي قال "نشيد بكرم صاحب الجلالة الملك محمد السادس والقرار الذي اتخذه جلالته بإرسال مساعدات إنسانية هامة لساكنة غزة". وعندما نقَل العالم الخبر نقله على أساس أنه مُلزم للأمم المتحدة.. ولعل المنظمة الدولية هي الأكثر معرفة بأحوال العالم، وبحقيقة الوضع في غزة وهي الأكثر معرفة بما تفعله كل دولة وكل رئيس دولة وكل منظمة. لها علاقة بالموضوع، ومن هنا فإن شهادة دوجاريك هي شهادة مبنية على معطيات واقعية وعلى مقارنة منصفة، ومن هنا أشادت بوضوح ب"كرم" جلالة الملك رئيس لجنة القدس، بالنظر للظروف "المأوساوية" التي يعيشها سكان غزة في الوقت الراهن. لقد رأى دوجاريك وبقية أعضاء الأممالمتحدة الحدود الدنيا في التضامن من طرف الكثير من الدول، والذي لم يتعدَّ في أحسن ظروفه إلقاء المساعدات من السماء.. كما فعلت الأردن، ألمانيا، بلجيكا، فرنسا وإسبانيا وغيرها من الدول (مشكورة)، وكان من الممكن أن يقوم المغرب بالعمل نفسه، لكن الملك محمد السادس اختار أن يضع كل الوسائل الديبلوماسية من أجل هذا الفعل النبيل. وأصرَّ أن تكون كل عملية من العمليات الأربع، درسا في النجاعة! فكان أن قام باختراق بري، هو الأول من نوعه بعد مضي خمسة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، وقام باختراق ثانٍ عندما تم تخصيص ممر كرم بوسالم للمغرب وحده ولأول مرة، كما تم تسجيل اختراق ثالث بوصول المساعدات إلى أصحابها بدون أية وساطات: لا في المنطقة ولا عبر المؤسسات الدولية ولا عبر دولة ثالثة!. ولم يكن الصوت الأممي هو الوحيد، الذي انتبه أصحابه إلى حقيقة الوضع، بل إن الفلسطينيين، من كافة المستويات، الذين يعتبرون المعنيين الأوائل بالدعم، ويعرفون حقيقة الوضع في غزة وآثار المجاعة على تماسك الشعب فيها في الحرب الحالية، أدركوا عمق المبادرة الملكية ولم تغرهم شعارات العواصم التي تتفرج على المأساة وتنتظر متى تستعملها في بورصة السياسية، وأمام شعوبها. وفي سياق الامتنان والاعتراف، سمعنا صوت الهلال الأحمر الفلسطيني من رام الله وهو يشيد بحرص جلالة الملك على إرسال المزيد من المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وسمعنا أصوات شخصيات مقدسية مشهورة كالنار على علم. وهي تثمن عاليا مبادرة جلالة الملك محمد السادس... سمعنا صوت معروف الرفاعي مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بمحافظة القدس، وسمعنا صوت، مازن الجعبري، عضو العمل الوطني والأهلي في القدس، وسمعنا الامتنان والعرفان في صوت رجال الدين والمفتين والشخصيات الرسمية، في السلطة وفي غيرها... طبعا لم نسمع صوت الذين يزايدون على بلادهم باسم العلاقات القائمة التي لم يقل عنها كل الفلسطينيين الذين يهمهم مصير شعبهم، شيئا في هاته الظروف، بل يطلبون من المغرب أن يستثمر علاقاته في ما يخدم الشعب والقضية معا. وعلى ذكر الشعب، كان النموذج الملكي في التضامن قد سمح لكل من أراد أنْ يعرب عن مشاعره وعن غضبه وعن تضامنه بالتعبير عن ذلك كما أراد! وكانت بلادنا هي البلاد الوحيدة، في المجموعة العربية الإسلامية التي فُتحت فيها الشوارع لمن يعارضون الحرب، بل يعارضون حتى توجهات الديبلوماسية بالتعبير عن مواقفهم، في كامل الحرية. والديبلوماسية نفسها لم تدخر جهدا لصالح فلسطين والمساهمة في حل الدولتين واحتضان الكثير من التظاهرات في هذا الباب. في وقت كان العدليون والعدميون يبحثون عن نقطة الاصطدام التي تخدم أجندتهم في تأجيج الأوضاع لأجل أغراض لا علاقة لها بفلسطين.. وقد سمعنا من أراد إسقاط النظام ومن أراد انهيار الدولة ومن دعا صراحة إلى إسقاط المخزن (انظر مقال سابق في برلمان.كوم).. ولم يقع ما ينتظرون لأن النموذج المغربي في التضامن لا يمكن أن يخضع للأهواء ولردود الفعل.. وهو أكبر من كل الصِّبْيانيات المشبوهة التي تسعى إلى تفكيك الدولة والمجتمع لحسابات مغرضة.. الوسوم الدبلوماسية المغرب الملك محمد السادس