الخط : إستمع للمقال فعلا هو ناشط كما يحلو له أن يقدم نفسه. لكن نشاطه يوحي إلى "النشاط" بما تحمله الكلمة بالدارجة المغربية من معنى. أما نشاطه الحقوقي الذي يتغنى به فما هو إلا غطاء تدثر به لسنوات ليخفي شخصيته الغارقة ف "للا ومالي"، والاستفادة من ميزانية مؤسسة الأمانة للقروض الصغرى المخصصة للفقراء. إنه فؤاد عبد المومني، الماركسي اللينيني الذي اعتقل لمدة ثلاث سنوات خلال ما سمي بسنوات الرصاص. بعد خروجه من السجن، دخل عبد المومني سوق"جواه" لعدة سنوات، لأسباب يعرفها هو والجهة التي تم التفاوض معها. وخلال فترة الانفتاح التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني، تم تعيين فؤاد عبد المومني سنة 1997 مديرا عاما لمؤسسة الأمانة للقروض الصغرى حتى عام 2010. خلال ثلاثة عشر سنة صال عبد المومني وجال بدون حسيب ولا رقيب على رأس هذه المؤسسة، حيث كان يتقاضى أجرا شهريا صافيا بعدة ملايين من السنتيمات، بفارق ضخم جدا عن باقي زملائه المديرين في المؤسسات الأخرى للقروض الصغرى، دون احتساب التعويضات والسفريات إلى الخارج في درجة الأعمال، والإقامة بفنادق خمسة النجوم. فخلال ثلاثة عشر سنة انقلب الماركسي اللينيني من پروليتاري إلى برجوازي ايديولوجيا وماديا، حيث راكم أملاكا وأموالا، وهذا ما يعني أنه انتحر طبقيا، حسب مصطلحات اليسار. لكن حين قررت الدولة وضع حد لتدبيره الكارثي لمؤسسة الأمانة للقروض الصغرى سنة 2010، تمرّد عبد المومني، وعاد إلى فترة المراهقة ليتقمص من جديد جلباب المعارض النزيه، والمحارب الشرس للفساد. وهذا ما ينطبق عليه القول الدراجي للمغاربة "لعّابين ولاّ حرّامين". ويبدو أنّ الدولة التي تتوفر على ملف تلاعبات واختلاسات عبد المومني في مؤسسة الأمانة قالت له: ملفك جاهز فانتظر الساعة. والملف ليس ماليا فقط، بل أخلاقيا كذلك، حيث أن الرفيق "سرق" من أحد رفاقه زوجته، ناهيك عن ميوله، رغم تقدمه في السن، إلى الفتيات دون العشرين، ما دفع زوجته إلى طلب الطلاق. وهذا هو لغز جنون عبد المومني ضد الدولة. ولهذا يدخل الرجل في خانة من قال عنهم موقع "برلمان.كوم": "صطاهم المخزن". ويتعلق الأمر بكل من إلياس العماري، عبد الإله بنكيران، حميد شباط، إضافة إلى أبو بكر الجامعي وآخرين، أي أولائك الذين ذاقوا حلاوة السلطة، والقرب من الدوائر العليا، قبل أن تنقلب الأمور، ويصبحون في خبر كان. وإذا كان عبد المومني يحاول التظاهر بالمناضل ضد التطبيع مع دولة إسرائيل، فموقع "برلمان.كوم" يُذكره بصفته السابقة كمدير عام لجمعية الأمانة للتمويلات الصغرى، حيث كان مستشارا ضمن مجموعة المستشارين للجنة الدولية للائتمانات الصغيرة للأمم المتحدة سنة 2005. وكان حينها ستانلي فيشر هو رئيس مجموعة المستشارين بصفته محافظا لبنك إسرائيل. وكان عبد المومني لا يفارق ظله، وبمفهوم النضال لصالح فلسطين، فقد كان يجلس إلى جانب أكبر الصهاينة وأشرسهم، ولكن عبد المومني لم يكن يكثرت حينها لفلسطين لأن راتبه كان سمينا وغليظا، ولم يكن لديه أي حرج أي أنه كان راضيا بالملعب مع "اللعّابين". والآن وقد أصبح خارج الملعب، يريد أن يكون ضمن فئة "الحرّامين". وأمام عدم اهتمام الدولة لمحاولات الابتزاز التي يقوم بها عبد المومني، رفع الأخير سقف استفزازه لها، وهو يعرف أنه بذلك إنما يستفز الشعب المغربي قاطبة في شعاره الدائم "الله الوطن الملك"، وقد زاد في حجم استفزازاته انطلاقا من منفاه الاختياري بسويسرا. فبئس المصير... الوسوم الجزائر المغرب النصب والاحتيال خيانة الأمانة فؤاد عبد المومني مؤسسات القروض الصغرى