صدر مؤخرا، تقرير رسمي أشرف عليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تطرق لظروف عيش الشباب المغاربة، ولولوجهم للخدمات العمومية الأساسية، بالإضافة إلى قابلية التشغيل لديهم، ولحياتهم الجنسية. كما تطرق التقرير أيضا الذي اطلع “برلمان.كوم” على نسخة منه، لنسبة إدماج الشباب في المنظومة الاقتصادية. ليخلص إلى أن التدابير المرتقب تنفيذها لتحسين تشغيل الشباب تظل محدودة ولا تأتِ بأي تحفيزات جديدة، وهو ما جعل الشباب المغربي يسقط في العزلة. في هذا الصدد وتعليقا على مضامين التقرير، اعتبر عزيز الفكاكي رئيس جمعية شباب القرن 21 أن ما جاء به تقرير مجلس نزار بركة، ليس بالجديد، مشيرا إلى أن التقرير حاول فقط إعادة أهم خلاصات المناظرة الوطنية للشباب سنة 2011. وتحدثت المناظرة وفق ما أدلى به الفكاكي ل”برلمان.كوم” عن الولوج للخدمات الأساسية والتشغيل والتطبيب، وتكيف التكوين في الجامعات وبمؤسسات التكوين المهني مع متطلبات سوق الشغل، مضيفا: “التقرير لم يأت إلا بتحليلات جاءت بها الخطابات الملكية، في افتتاح السنتين التشريعيتين الماضيتين، وخطاب عيد العرش وأعياد الشباب”. وأبرز المتحدث أن ما أكدته الخطابات الملكية، وأعاد صياغته التقرير، يتمحور أساسا حول نقطة أساسية تتجلى في فقدان الشباب المغربي للثقة في محيطه، الذي أدى به إلى فقدانه الثقة في نفسه. ومما ساهم في فقدانه الثقة في نفسه، يقول المتحدث “ضغوطات الحياة والانفتاح على العالم”. ولكي يتم تجاوز الوضع الذي تطرقت له الخطابات الملكية، أوصى المتحدث، بجعل الشباب يثقون في محيطهم وفي أنفسهم، قائلا: “مثلا في التعليم يجب على أي تلميذ أن يثق بأن لديه قدرات داخلية وخاصة تجعله يستمر في الدراسة ويتميز فيها”. وفيما يتعلق بالتشغيل، أكد الفكاكي على نقطة أساسية متعلقة بتكييف التكوين مع سوق الشغل، وخاصة فيما يتعلق باللغات، مضيفا “القطاع الخاص يجب أن يلعب دوره في امتصاص العاطلين عن العمل، فالعديد من الشركات المتعددة الجنسية تجني أرباحا خيالية، ولا تستثمرها في مشاريع تمتص من خلالها العطالة”. وأوصى المتحدث بالاعتماد على الكفاءة وليس الشهادة، قائلا “المجتمع المغربي زاخر بالشباب الذي يتوفر على كفاءة كبيرة، ولكن لم تتح لهم فرصة الحصول على إجازة أو ماستر، فهؤلاء الشباب يسقطون في غالب الأحيان فريسة للإهمال واليأس ويتجهون إلى الهجرة نحو الخارج”. وأكد الفكاكي أن الفاعل السياسي والنقابي، مسؤول عن فقدان الشباب المغربي للثقة في نفسه، نظرا لغياب أي تأطير من طرف هذه المؤسسات للشباب، “في الوزارة المعنية ليست هناك استمرارية في الاستراتيجيات، أما الأحزاب فهي ليست سوى عبارة عن دكاكين سياسية لا تفتح إلا في الانتخابات أو عند الخطابات الملكية”. وفق تعبير المتحدث.